مخاوف
أمشي على الشاطيء ليلاً… البحر هنا مختلف، على عكس العادة، لا يوجد به صراعات داخلية أو تيارات متعارضة، هو فقط ينساب ويتجه للأمام، في إتجاهي، يزمجر نحوي كأنه قطيع مربوط من الكلاب المسعورة.
أكره شكله، أنظر نحو المدينة المنيرة من بعيد، فأراها جاثمة مثل وحش نائم ينتظر الصباح حتى يأكل فريسة جديدة، أنظر تحت رجلي فأجد ثقوب في الرمال تخرج منها الكابوريا وتدخل، الكابوريا تعضني في رجلي، دائماً تأتي، دون مقدمات وأحياناً بمقدمات، لكنها دائماً واثقة من ذاتها، تعلم ما تريد، وتعلم أنها ستحققه.
أجري إلى المدينة، أجدها شبه خالية، لا يوجد سوى مجنون أسود بائس قديم، يجلس وحيداً ويرفض أن يتكلم، أمشي قليلاً فأجد جماعة من شباب المدينة جالسين.
لم يتركوا جرح من أثر الكابوريا إلا وأشبعوه سخرية.
هربت منهم إلى البحر، ثم إلى المدينة هرباً من الكابوريا، طوال ست سنوات و أنا أسعى بين الضفتين ولم يحدث تغيير سوى إنني رأيت على الشاطىء حبيبان يقبلان بعضهم دون أن يدركوا وجودي، وحين شعروا بي إنزعجوا.
قلت لهم: "لا تنزعجوا، فأنا مجرد أبله آخر، واسألوا كل شباب المدينة"0
وأكملت طوافي بين البحر والمدينة، وذات ليلة رأيت قبيح الوجه يقول بصوت ضاحك: ستظل دائماً هكذا
أكره شكله، أنظر نحو المدينة المنيرة من بعيد، فأراها جاثمة مثل وحش نائم ينتظر الصباح حتى يأكل فريسة جديدة، أنظر تحت رجلي فأجد ثقوب في الرمال تخرج منها الكابوريا وتدخل، الكابوريا تعضني في رجلي، دائماً تأتي، دون مقدمات وأحياناً بمقدمات، لكنها دائماً واثقة من ذاتها، تعلم ما تريد، وتعلم أنها ستحققه.
أجري إلى المدينة، أجدها شبه خالية، لا يوجد سوى مجنون أسود بائس قديم، يجلس وحيداً ويرفض أن يتكلم، أمشي قليلاً فأجد جماعة من شباب المدينة جالسين.
لم يتركوا جرح من أثر الكابوريا إلا وأشبعوه سخرية.
هربت منهم إلى البحر، ثم إلى المدينة هرباً من الكابوريا، طوال ست سنوات و أنا أسعى بين الضفتين ولم يحدث تغيير سوى إنني رأيت على الشاطىء حبيبان يقبلان بعضهم دون أن يدركوا وجودي، وحين شعروا بي إنزعجوا.
قلت لهم: "لا تنزعجوا، فأنا مجرد أبله آخر، واسألوا كل شباب المدينة"0
وأكملت طوافي بين البحر والمدينة، وذات ليلة رأيت قبيح الوجه يقول بصوت ضاحك: ستظل دائماً هكذا
8 Comments:
طوال ست سنوات و أنا أسعى بين الضفتين ولم يحدث تغيير
و طوال كل هذا الوقت كنت أحاوا أن أشق لنا طريقاً ثالثاً لنسير فيه دون أن يهاجمنا أبناء المدينة أو تقاتلنا كائنات البحر المظلمة
لكن
ذات ليلة رأيت قبيح الوجه يقول بصوت ضاحك: ستظل دائماً هكذا
و كانت الحقيقة
وذات يوم رأيت من بعيد مياه عذبة جميلة فجريت نحوها وظللت كلما أقترب تبعد حتى أدركت بفعل الزمن أن هذا مجرد سراب
وحين أدركد ذلك كنت أقف لاهثاً في حارة من حواري المدينة حيث يقف الفتية في النوافذ ومعهم زوجاتهم يضحكون على تهافتي
فهربت منهم
وعلى باب الحارة وقف قبيح الوجه يقول بصوت ضاحك: ستظل دائماً هكذا
أواثِقٌ أنتَ أنّها كانت كابوريا؟
أم هو سَرَطان البحر؟
كلّما سِرتُ على الشاطئ وأعطيتُ ظهري للمدينة، هِمتُ في عالمٍ غير عالمي.. عالم أفقه واسع، لا نهاية تحدّه، يسحبني بقدر ما أنسحِب، ويُرسِلني بقدر ما أنجذِب
لكنّني أتذكّر دائماً،
أنّه لولا أضواء المدينة المتراقصة ذات الدفء المنفّر
لما شققتُ طريقي وسط الظلام إلى البحر المُنساب الجاذب الجذّاب
رامي
This comment has been removed by a blog administrator.
Good question
فين الجديد .. ؟؟
حابيييييييييييييين نشوف الاخبار والمشاركات الجديدة !
Vielen Dank .. Und ich hoffe, Sie Mved Entwicklung und Schreiben von verschiedenen Themen :)
Post a Comment
<< Home