Tuesday, May 16, 2006

شيء كتبته في ديسمبر 2004

تخطيت بائع الجرائد
شكراً يا باشا
العفو يا زعيم

العمارة اللي وراه أبتدت تتبني وتعلا
والعيال كبروا
وأنا لسة هنا
من القعدة في دكان القرف، لتفلية مخطوطات العصور القديمة، لتكسير القلل في دماغكو الميتة البليدة، ولانتو فاهمين حاجة

أرجع بتنا تعبان، الاقي المدام مستنياني، هيه وحتة مزيكا، والوقت ضيق، يا احب في ديه يا اسمع ديه، اقول امسك العصايا من النص، فأسمع حته من الحته، وحبة حبة أنسى البني أدمة وأقعد أفكر في معنى العلاقة ومعنى الكون، وأروح في النوم واهو على الحال ده كل يوم، وأحلم بيها بس في المنام

وفي يوم صحيت على صوت وش، كان الوقت متأخر، في يوم بايخ ممل ومقرف، طلعت أشوف فيه أيه، قالولي ده الجراد زي ما بيقول محمد منير
اشكال والوان نازل على الأخضر بيحش، له ألف....وألف دراع وكل يوم بيبدل وش
الجراد ملا البلد، من حوش المدرسة للصالون، من دار الأوبرا للمرسيدس العيون، والكل بياكل، الكل قاللي كل، وكأن الزمبلك أشتغل، معدتي تصوصو ومش عايزة توافق غير على اللون الأخضر
أنا قلت يالا، جراد جراد، على كل زرعة ونط يا واد، اجي انط، مبعرفشي، اجي اكل ورق الشجر، طب ازاي
خلصوا كل الزرع ولاد الأيه
طلعت فوق السطح علشان أطير معاهم، فوقعت زي ابن فرناس

ورجعت بتنا تعبان، اسمع تشايكوفسكي، انتتحر من قرفه يا ولداه، يمكن علشان محدش فهمه حتى لما قالها بالمزيكا، يمكن لأنه عاش في وسط ناس مش حاسة بحاجة، طب وهو اللي عايشين معيا حاسين بايه وأنا حاسس بمين، ده أنا حاسس بتشايكوفسكي الكئيب الحزين ومش حاسس بجراني اللي حواليا

وفي وسط السادسة ما هي شغالة والالحان بتنزل من فوق لتحت علشان تقرفني وتجيبلي كأبة كمان وكمان، صوت طلع وغطى على اللي كنت بأسمعه، صوت بيقول أن اللي قاعدين في الضلمة شافوا نور كبير
جريت معاهم، اتاريها خدعة، مجرد تماثيل في مغارة، وفي مكان الميلاد الحقيقي فيه دلوقتي غارة وأطفال ماسكة حجارة، وفي بلدنا الأطفال ماسكة كولا وبتشم فيها على الحان شعبولا
جريت وسألته، هو أنت مشيت ولا أيه
قالولي هو موجود في الفقير والكنيسة والكتاب والأسرار
طب ازاي موجود وابن عم احمد محتار
يسيب العلام علشان لقمة العيش لأبوه وامه ولا لأ
طب ازاي موجود وانا قاعد هنا لوحدي

Wednesday, April 12, 2006

من يوميات المعركة .... بمناسبة العيد الثامن للثورة

صاروا كثيرون جداً
لكن لا تقلقوا…. لن أستسلم أو أيأس

ربما لست أنا من سيرى النور حينما ننتهي منهم، ربما من سيحمل راية النصر سيكون أحد خلفاء أحفادي، حتى لو لم يتذكرني، ليس هذا هو الهدف

لهذا يا رب، تجدني كل يوم ألبس ملابس القتال، أحفظ عن ظهر قلب علامات جواسيسهم

صاروا كثيرين، منهم من قاتل في صفوفنا قديماً
لكني لن أتوقف

يخرجون إلينا من كل باب عمارة، ينتظرونا داخل كل ميكروباص
لكن خنجري دائماً معي، لن ينالوا مني سواه

لو أستسلم الجميع، لن أستسلم، سأصير ألة قتال

سأتوقف عن كل الحلول الوسط، لن أراوغ

في الثورة الحقيقية ينتصر الإنسان أو يموت

لن أهاب دباباتهم
أو أخاف من النيران المشتعلة في كل مباني المدينة

سأقف أدافع عن القهوة
لن أنام ثانياً

لن أهتم إذا صرخوا وطلبوا الرحمة
لا نهاية لحربي ضدهم

سأجوب شوارع المدينة، سأفتش عنهم في دور العبادة، في الحدائق والساحات، في المدارس وحتى المراحيض العامة

سواء أنضم لي الجميع أوتخلوا
سأضل هناك في وسط الميدان أقاتلهم بكلتا يديي

لن أفعل أي شيء سوى قتالهم
لن تنتهي معركتي حتى أنتهي منهم جميعاً
لن يبقى منهم أي واحد

سأقضى كل أيامي في القضاء عليهم

أطمئنوا، لن أخذلكم
لن أدعهم يقتربوا إليكم

صاروا كثيرين لكني سأقضي عليهم جميعاً
سأدمرهم كلهم

لن أترك طاحونة هواء واحدة

Monday, January 09, 2006

مختارات من ممدوح عدوان.

كل شيء مات إلا الرهبة المختبئة.


أنا أعرف كيف تضيق الأقبية الرطبة
كيف يضيق الصدر،
وكيف يضيق الشارع
كيف يضيق الوطن الواسع
كيف إضطرتني الأيام
لأن أهرب من وجه عدوي والضيف
لكني
حتى لو صارت علب الكبريت بيوتاً
لو ينخفض السقف
ويضحى تحت العتبة
لو ضم الرصيف لرصيف
صار الشارع أضيق من حد السيف.


… كان يحلم ثم عصا
ظل في حلمه مفرداً …كالعصا
ناشفاً كالحصى
عارياً كالحصى.


غير إني قادم
رغم حصار الأوبة
سوف آتيك بخوفي
وأنا أعبر هذه المقبرة
سُمم العمر، ارتمت أوراقه
صودر في حلقي النداء
منعوا عني الهواء
غير أني لم أزل أحمل في الصدر رئة


لو جار الأهل، تخلى الصحب
وهاجر حبي كسنونوة
لو هجم السيل
لو انهدمت في حارتنا الجدران
سأظل وحيداً في الحلبة
سأظل كآخر قنديلٍ
بفتيل لا يتعبه الريح
مرتعشاً في العتمة
حتى تطفئني الريح.

Monday, December 26, 2005

كأغصان تنحني من الذبول ينقضي العام

كأغصان تنحني من الذبول ينقضي العام
بل ينقضي العمر
وتخزن الأيام في الذاكرة
وتحفظ في صور في الأدراج أو في ملف على الكمبيوتر
ختام العام هو يوم كأي يوم
لكنه يذكرنا بالزمن الذي ينقضي وينحل
ذكريات لعصر ذهبي أو لأيام لم نكن فيها تعساء
أو كنا فيها نبتسم رغم الألم (الآن لا نبتسم إلا أمام الأطفال أحياناً) أو لم نكن بعد تعلمنا العبوس


كغصن يميل من ثقل الثمار ينقضي العام
مثله أحمل تراثي وتراث أجدادي
مثله أحمل كل مخاوفي، التي أعيها والتي ليست على بالي
مثله اتساقط، ينساني التاريخ مع أجدادي
مثله تدوسني الأقدام حتى يحيطني الطين والروث
وحينها، وحينها فقط سأقوم مثل الشجرة الجديدة، وأحارب كل أعدائي

لذلك أنام في قبري يومياً ولا أخاف

أُدفن من إثنى عشر لأربع عشر ساعة

أُدفن من إثنى عشر لأربع عشر ساعة
وأحلم
أركب قطار ذاهب لرأس البر مع كل العائلة، أنزل في المنتصف لأشتري شيئاً مع بعضهم
نتحدث عن الأخوان المسلمين وأركب القطار وأتركهم هناك ليفرح أقاربي الآخرين في القطار

يخترق القطار محطة سيدي بشر
ليست المحطة الحالية وإنما محطة متخيلة حلمت بها في حلم آخر
كل شيء في هذه المحطة يتحول لأبيض وأسود كأنك في فيلم أجنبي من الأربعينات
المحطة أقل من مستوى الشارع، ضخمة، تراها من فوق
وحدك تماماً في كل المحطة تنزل سلمها الطويل جداً
يحيطك صمت لا تحتمل دويه

يخترق القطار المحطة سريعاً

نصل للبيت على الشاطيء، لم يعد معي أقاربي بل أشخاص آخرين أعرفهم
ليس على الشاطيء وإنما...تخيلوا معي
الشاطيء على ساحل ضيق، خلفه طريق أسفلت وراؤه جبل صخري كبير
الطريق ينقسم طريقين، الأول يصعد بإستدارة للجبل حيث يعبر أمام البيت الأوروبي القديم من الداخل المحفور في الصخور حيث نقيم
القسم الثاني من الطريق يسير مع الساحل ليدور مكملاً نصف دائرة أو أكبر ليججعل من ساحلنا خليج، ونرى أمامنا ونحن في البيت أو على الساحل الضفة الأخرى حيث جبل آخر فوقه عدة بيوت جميلة الشكل
هذا كله في رأس البر وكل هذه التفاصيل في حلم

نزلوا للشاطيء وبقيت كعادتي ومعي بعض عواجيز الفرح وكان بعضهم يصعد ثم ينزل لأنه نسى شيئاً
شعرت بالملل ونويت النزول لهم، وبعد عدة أمتار وجدت ذلك الخروف من بعيد ينزل من صخور الجبل على الطريق في إتجاهي، في إتجاه البيت

كان طويل، خروف بحجم الحصان ويحتفظ بنفس عرض الخورف
وجهه ككلب وولف لكن دون أسنان كلب
عينه مقلوعة والعين الأخرى مثبت فوقها زجاجة سوداء كنظارة شمس فردة واحدة
وبره مصاب بالجرب والأتربة حتى يكاد أن يوصف بالأسود
قرونه واقفة كالثور البري

لم أتردد، أخذت صخرة كانت عريضة ومستوية تشبه هيكل الكتاب
رميتها لأعلى بإتجاهه، كنت أبغي إخافته، كنت فقط أبغي إبعاده
لم أكن أعلم إنني بارع في التصويب لهذه الدرجة
جائت على رأسه فصرخ بصوته الخشن بصرخة تجمع صوت الجاموسة مع صهيل حصان غليض الصوت
نظر لي من وراء النظارة وهو يتحرك يميناً ويساراً وخبط قدمع الأمامية في الأرض كالثور قبل الهجوم
جريت إلى عواجيز الفرح لأدخلهم سريعاً
دخلنا ووقفت أمام الباب الموارب أترقب ظهور الخروف لاغلقه
وكان ورائي كل الناس ولست أعلم من أين جائوا

مقاطعة
هل كليتي كانت في العباسية أم إن فيها تجد العبثية

وأحلم أيضاً

فيلم أمريكي، وأنا بطله
صراصير متوحشة تجتاح المدينة.... لكن مهلاً، كعادة الأفلام الأمريكية تبدأ الكارثة بطيئة ولا يلتفت إليها المسئولين
أنا راكب المترو وواقف، نفس تصميم المترو بمصر، على المقعد الصغير الأزرق آخر العربة تجلس فتاه جميلة تلبس نظارة توحي بذكاء وطقم جينز وتمسك مفكرة تسندها على حقيبة الظهر التي تسندها على ركبتيها
يخرج صرصار ثم أخرين من حقيبتها يحاولون إلتهامها فتدهسهم
لكن ينتابني الزعر، هذا المترو مليء بهذه الكائنات
أنزل في المحطة التالية (أحمد عرابي) حتى أستقل المترو القادم
أستدير لأقول لها
U better Kill this shit before it eats u
أو بالأصح
yo beta kel the she befo it eats ya
أي: أحسنلك تموتي الخرا ده قبل ما يأكلك – ألسنا في فيلم أمريكي
تبتسم لي ابتسامة مستعد لأن أنقص من عمري أعواماً لأراها من جديد

يسير المترو وأنا أنظر للركاب
متنوعين هم في الداخل، كل عربة فيها من ينوح أو يبكي أو يصرخ من الفزع
يمر المترو وأستدير لأجدها واقفة هناك، تنظر لي وتبتسم بلا داعي

Tuesday, December 13, 2005

لسة ممكن نرقص في الشوارع

الاخوان في البرلمان لكن لسة ممكن نرقص في الشوارع
يموت الزمار وصوابعه تلعب
أنا ميت لكن جسمي أصبح سماد للنجيلة حول القبر والعيال بتلعب عليها كورة شراب
شربنا من الشاي ما يكفي حتى نسهر طوال العام نحتفل
سنحتفل اليوم بموت الكائن الجديد وقبيح الوجه، سنحتفل قبل موتهم
سنحتفل بمجيء الشمس منذ أن تغرب حتى تسطع ثانية ولو بعد أجيال
ليتني كنت خفاشاً أغرد للشمس في المساء
فطوبى لمن أمن ولم يرى

Sunday, December 11, 2005

أخاف من القفز في المياه

أخاف من القفز في المياه
أخاطر بألا أخاطر، وهذه أكبر مخاطرة
أعلم إنني إن لم أقفز فستحرق الشمس جسدي
لكن ما أدراني، ماذا ينتظرني في المياه؟
أباردة هي أم محتملة

إلى متى سأظل أتابع المعارك دون الانخراط فيها؟

أريد عزف مقطوعتي (برغم رداءتها) أكثر من كل إنتاج بيتهوفن
لكن هل سأتمكن من العزف، وهل أختار ذلك البيانو أم ذلك الهارب أم آلة أخرى

قال لي "أنت العازف العظيم، أملأ الدنيا بالأصوات"
لكنني عزفت عن الكلام، عن الضحك بل وعن الطعام أيضاً

وظلت الدنيا غارقة في الصمت، كأنها لم تخلق بعد
ظلت تنتظرني وتنظر لي، فذهبت خارجاً إلى مركز لتعليم العزف

في الطريق دخلت مطعم، قرأت القائمة فلم أشبع
سرقت الفتات من موائد السادة لكنني لم أشبع
وعذر الجاهل لا يبررني
فبمن أشبه هذا الجيل؟ يشبه أولاداً قاعدين في الساحات يصيحون بأصحابهم: زمرنا لكم فلم ترقصوا، ندبنا لكم فلم تضربوا صدوركم
إنجيل متى الإصحاح الحادي عشر الآيات السادسة عشر والسابعة عشر

Monday, October 10, 2005

جمل تتناقض مع نفسها

مش فايق أشرح

كل شوية واحد يقول "مافيش فايدة"
يمكن كلنا قلناها، لكنها ملهاش معنى لأن لو فعلاً مافيش فايدة ماكنش إحتاج إنه يعلن إن مفيش فايدة (وماكنش هيعمل أي حاجة أساساً ربما غير الإنتحار) فحتى صرخة "مافيش فايدة" تحمل في داخلها نداء لآخر وتحذير له وإستغاثة، حتى لا نصل لحالة ليس فيها فايدة

العفريت في الأوضة
العفريت بحسب المفهوم الشعبي ليس له جسم مادي، فكيف يتواجد في الأوضة
والمسيحيون يؤمنون وإن تعددت الأراء بحكاية الأرواح التي تأتي في إنسان فقط، وهي روح فقط... طب إيه حكاية يطلع من صباع رجله ديه
أمنوا بما تريدون لكن إعملوا منطق متماسك

ودمتم

المدونين أبتعدوا عن الكادر

مر عليّ زمن بعيد عن التدوين، وعن قراءة المدونات، وعن مجتمعات كانت مالية الكادر ثم تم فورمات الويندوز بعد سنتين ونصف!!! وضاعت الفافوريتس بكل القائمة الطويلة

لم يكن لي نشاط سوى الحيطة مع الإنسان الخردة في الفترة الأخيرة، محاولة إرتبطت بكثير من الإحباط وإن كان الزوار قاموا بنوع من التنفس الصناعي

يظهر الليلة دي مش بتاعت فلسفة وإن الكلام ده كان أخره من سبعين سنة، مش بقولوكو قديم

لا زال المدونين، ولا أدعي التعميم كنمل أحمق يتصارع ويسكر، يبني ويكسر، يلعب ويتكاثر فوق برتقالة عفنة في حقل شاسع هم في غفلة عن وجوده، فأكبر فلكييهم أدركوا وجود الفرع!!

يا سادة إن العالم أرحب وأوسع، إحباطه أكبر لكنه إحباط حقيقي، وليس إفتراضياً

إن واقعنا الإفتراضي أيها السادة، لا يمكنني محاربته، لأنني أولاً أكتب الآن عليه، ثانياً لأنه يستحيل محاربة ما هو غير حاضر

Hdk pq,v hgl],kdk td hgpdhm ;g d,lK ikh ,hBk

جملة لأ أريد كتابتها بالعربية، إنني أخرف، عادي، يبدو إن هذا هو حال من يريد أن يلاحق من كتب ماذا في أي مدونة

إن لم أكن مخطئاً فهذا بالظبط ما قاله نزار قباني
خمسة الآف عام ونحن في السرداب، ذقوننا طويلة، عيوننا مرافيء الذباب، يا أصدقائي حاولوا أن تقرأوا كتاب، حاولوا أن تكتبوا كتاب، أن تزرعوا الأحرف والرمان والأعناب، فالناس لا يعلمونكم خارج السرداب، الناس يظنونكم نوعاً من الذئاب

فالناس لا يعلمونكم خارج السرداب،
فالناس لا يعلمونكم خارج السرداب،
فالناس لا يعلمونكم خارج السرداب،
فالناس لا يعلمونكم خارج السرداب،
فالناس لا يعلمونكم خارج السرداب،
فالناس لا يعلمونكم خارج السرداب،
فالناس لا يعلمونكم خارج السرداب،

هربتم من المجتمع فلم تجدوا سوى صورة منه، مثلاً من منكم لم يكره سلوك القطيع في المجتمع، أنظروا كيف كانت المدونات أيام الإستفتاء (لم أنظر كثيراً وقت الإنتخابات)، مسابقة فيمن يشتم وينتقد مبارك وحزبه، قطيع مثالي، ليس فقط لأنهم يتكلمون في نفس الموضوع (موضوع الساعة وده طبيعي) لكن لأن كله ماشي في نفس الخط، لدرجة إني شعرت إني هولع التلفزيون لأجد مبارك ببذلة عسكرية وشارب صغير ويرفع يده للأمام، في الواقع بعيداً عن المدونات وجدت ناس تؤيد مبارك، لماذا لم أرى مدون واحد مثلهم!!!! كنت همثل إنني مأيده بس علشان أشعر بتعددية
يبدو إن التعددية هي حلم أقل حضوراً من واقعنا الإفتراضي
الإفتراضي
لنفترض إنهيار كل السرفرات التي تحمل مدوناتنا، أحب تخيل ذلك
موضوع الإستفتاء مجرد مثال واضح

ربما ظلمت الناس لأن من نقرأوه، يقل حضوراً عن من نسمعه، الذي هو بدوره أبعد من الذي نلتقي به

التدوين وسيلة للتعبير، ليس مجتمع، فالمجتمع يقوم على أكثر من تبدل مكاتيب
أي محاولة للتنظيم ستكون عائق للحرية
لست بعبثي أو فوضوي، لكن فلندع للتدوين نقاوته كقنوات حرة للتعبير (إضافة لاحقة) لا مؤاخذة

أطلعوا بره، وأبقوا إرجعوا


ربما

Thursday, August 04, 2005

روسيا القديمة

أروقة قديمة
أصوات الكورال تخرج من مكان ما
البرد يدخل من الملابس نصف الثقيلة إلى الجلد
ارتفاع كبير تراه من النافذة وترى أثار الأمطار
رواق يقود لرواق، لحن يعلوا للحن آخر
الدير لا ينتهي
الألحان مستمرة

إنه العيد
الألحان تصبح أعظم وحديقة الدير يكسوها الجليد
الرهبان يوزعون الحلوى على الأطفال
الأمهات في صمت مرتجف يصلون لأجل أبنائهم في الحرب، يقال إن قوات بارباروسا الألماني لا ترحم
شاب في السابعة عشر يجري متأخراً على القداس

كنت بعد القداس أنظف الكنيسة
إنتهت الصلوات ولا أسمع سوى ترنيم أحد الرهبان من غرفته
صوته دائماً يثير فينا أشياء كثيرة، يرد الجميع (أثناء عملهم) عليه متمتمين ليصبح اليوم بما فيه للرب والرب اليوم وكل يوم

توقفت عن الصلاة وذهبت ببطء أمام الهيكل
وبعد صمت قلت له
القاهرة في القرن الحادي والعشرين
لماذا أتيت بي هناك يا رب
ألا تعلم كم أنا قديم

Saturday, July 23, 2005

لغغغغغغغغغغغغغغغغغغغغغغغغغغغغغغغغغغغغغغغغ المفروض إنه صوت ترجيع

أسف على العودة المقرفة لكن فعلاً أنا قرفاااااااااااااااااااااااااان
بلوجات كتير أوي
مش لاحق أقرأ
مش دي المشكلة
لكن كلام كتير في السياسة
وأحداث جوة وبرة توتر الواحد
وأنا قاعد من شهرين أوعد الناس إني هكتب رأيي كاملاً على المدونة لكن فعلاً مليش نفس
وإذا قلت هرجع أكتب في أي حاجة تانية تيجي الست نبوية وتهزقني
فالحل المثالي، على طريقة القيء الفكري إليكم عناوين الفقرات التي أردت كتابتها (كنت أكتبها على المحمول)بخصوص الإستفتاء والديموقراطية وكفاية واللذي منه، واللي يفهم يفهم، ده لو كان في حد بيقرأ، أسف على لهجة الإستبياع التي لا تخلو من سفالة وأسف على خلط العامية بالعربية لكن أنا فعلاً تعبان وبرجع من دماغي
وعلى فكرة أنا عمري ما فكرت إني أنضم للحزب الوطني أو أؤيده، بقول كده علشان أنا حاسس أن أبتدأ تفكير يقسم أصحاب الرأي لفسطاط كفاية وفسطاط الحزب الوطني-أرجو أن أكون مخطئاً- فإذا قلت أراء ضد كفاية فهذا لا يعني إنني عميل النظام أو أي مسمى آخر يطلقه هذا وذاك دون فهمه لمعناه، أستعنا على الشقاء بالله
ماذا تعني "لا" العودة للنظام القديم أم إعادة صياغة المادة
لما سمعت عن الظاهرة قدام ضريح سعد، حسيت إني تاني بحب مصر
حرية الصحافة تزداد، جميل، لكنها تحت رحمة قانون الطوارىء
الأهرام يهاجم كفاية ثم يعتذر، الناس دي بتغير حاجة
منهم لله اللي ضربوا العيال وأنتهكوا الأعراض، شمتوا فينا اللي يسوا (هيومان رايتس واتش) واللي ما يسواش (عم بوش والله يرحم سياتل)
قد إيه هم واعيين، واللا ثورة كدة وخلاص، مش مهم مين بس المهم يموت ويحيا
أد إيه في وعي في البلد، هل هو كافي لإيلاد حركات معارضة أم ستظل حركات للصفوة المفكرة وبعض المراهقين فكرياً الباحثين عن حاجة يعملوها
الأحزاب كلها بعيدة عن مشاكل الناس الحقيقية
شاب يطالب بتغيير حكم اللصوص وضياع حقوقه في هذه البلد ويزعق ثم يتكلم في محموله الذي يُظهر مع ملابسه بأنه من أغنى عُشر بمصر، ثم يتكلم في خطاب مهم عن السياسة في مصر ومفاسد الحكم غير الرشيد لنكتشف أنه لا يعلم أي شيء عن كانط ولم يسمع من قبل عن شيء أسمه مجلس الشورى
لذهب كل الأحزاب والحركات للقرى ولتنظر إلى فقراء المصريين، فيه منهم كتير في المدن أيضاً
هل هو صراع على السلطة؟ لا أظن
شكراً يا بتوع كفاية أخيراً مظاهرات علشان مصر مش فلسطين والعراق وجزر واق واق مع إحترامي لقضايا تلك الدول
مين اللي بيخش الوطني بإرادته
مين اللي ضرب الناس
هل ما يحدث هو ارهاصات لسيناريو الفوضى؟ أخافه كأنه الموت
هو الفساد في الرئيس بس ولا في حكومته بس، الفساد موجود حتى عند اللي بيركب مترو بدون تذكرة واللي بيشتغل بمنطق على قد فلوسهم، ولا دول هيبطلوا لو وقف التمديد والتوريث
أهي ديكتاتورية أم عبودية مختارة من شعب هو بكل المقاييس أقوى من أي ديكتاتور
مقاطعة في غير محلها، فالشعب سلبي جداً فمن الذي قاطع ومن الذي كَبَر وهذا بإفتراد الدقة في الأرقام المعلنة
ربوني على إن من يعترض يقدم البديل
لكن تتكلموا كلام غير مكتمل أحسن من السلبية
أحلم بعصيان مدني شامل أو ما شابه، أول يونيو وسواده كان فاشلاً، كنت أشعر بأنني خفاش وسط عصافير كناريا
لماذا قاطع القضاة، كان سيقلل اللعب كثيراً
هل تغيير مبارك هو الحل
في موضوع آخر، ماذا يعني مرشح مستقل، غير مستقر على منطق يتبعه في أي حزب
كفاية مدنية مية في المية لا تتسب بتديينها مثل كثير من الأشياء
في كفاية هناك مسيحيين خرجوا من سلبيتهم المضاعفة
الأخوان-الحزب الوطني-كفاية
الثلاثة لا يمتلكوا برنامج أو خط فكري لكن يذكر للثالثة أنها لم تطالب (بعد) بالحكم
الأهم من هنعمل إيه، هنعمله ليه
هل مبارك سلبي فقط
هل الديموقراطية فقط على مستوى الحكم، هل نعيشها في بيوتنا وعملنا
كفاية منزلقين في نفس فخ الوطني، كلاهما متمحور حول شخص وليس فكر أو مؤسسات وإن أختلفت النظرة من الخلاص به إلى الخلاص منه
النقد الذاتي، رسالة للجميع حتى على المستوى الشخصي
أعرف بشر أبعد ما يكونوا عن الوعي وعن الإيجابية ذهب بعضهم من ذاته وقالوا "نعم" دون إدراك لمعناها لكنها مشاركة والسلام مثل من يقول "نقاطع" دون إدراك
كون ما حدث مع بنات كفاية هو هتك عرض أي تحرش وليس إغتصاب لا يقلل إدانة أ ي عاقل له فلا معنى لإستعمال كلمات هدفها إثارة الناس دون أن تحدث حقيقة
أردت أن أختم بقصيدة صلاح جاهين "الورة الحمراء" ربما أسمها "بكره أحلى من النهارده"
يقول في نهايتها على ما أتذكر
وفي وسط المظاهرة جت وادتني وردة حمراء وقالت بكره أحلى من النهارده

Saturday, April 02, 2005

يوحنا بولس الثاني

لم أشعر بالحزن أو المفاجئة عندما سمعت الخبر عند دخولي البيت
فقد كنت أنتظره من فترة وكان الترقب يتزايد
غالباً توفى وأنا بين محطة المعادي والسيدة زينب

شعرت بالترقب للبابا القادم أكثر من الحزن عليه

صورته على شهادة معلقة بغرفة والدي وعليها إسم والدي (والعائلة)، تكريم من الفاتيكان عبر السفارة، حتى فترة قصيرة لم أكن أعلم ما هذه الشهادة

قداس الألفية بالإستاد، لم أنام ليلتها حتى لا "تروح عليّ نومة"، الزحام، إجرائات الأمن المشددة
شاب ينادي بالميكروفون (بطريقة بلهاء كما أرى)
John Paul II we Love you
يظهر على مسافة 100 متر تقريباً (كنت أمامه بعدة صفوف فقط)، لم تكن رؤية ملائكية، كان مجرد رجل وأنا كنت نعسان جداً فلم أعره الإهتمام الكافي
لن تعوض تلك الفرصة
سأنام جيداً قبل لقاء أي بابا قادم

الرسالة لأهل الفن في مترو مصر الجديدة أيام العام الرابع في الجامعة أول ما أقراؤه له، كدت أعلن لركاب المترو إن البابا يسمع فرانز ليست

من سيقوم بتلك الحرب سيتحمل مسئوليته أمام التاريخ

الرسالة الجامعة في الإيمان والعقل، أقرأها مع إهتزازات مترو الأنفاق وأنا ذاهب للعمل
الأسلوب الثقيل والألفاظ المحكمة، أقارنها مع الأفكار الأخرى التي أدرسها في اللاهوت الأساسي
بحث المادة، كانت هي المرجع الرئيسي
لا زلت أتسائل كيف يجمع بين فكر الفاتيكاني الأول والثاني معاً

رسالة "الإفخارستيا حياة الكنيسة" وجدالاتي الشخصية

معرفتي مؤخراً بتحفظه كثيراً ضد بعض الأفكار وخاصة إتجاهات بلاهوت التحرير

اليوم في المكتب فكرت في ألمه وإكتئاباتي الموسمية ولا أدري لماذا تذكرت كلمات اللص على الصليب المجاور للمسيح، "...أننا نَلقى ما تستوجبه أعمالنا، لأما هو فلم يعمل سوءاً..."

كلام فارغ يحرق الدم على موقع الجزيرة لا يخلو من أخطاء ومناقضة لبعضه وكأنه كتب في بير سلم
وطبعاً لا يخلو من سوء نية لا أعرف سببه، يكفيهم إنهم جعلوه (على أقر تقدير) متجاهل حرب العراق

لم أعرف بابا أخر فهو هناك من قبل مولدي
كانت كلمة البابا تعني البابا يوحنا بولس الثاني فكان الحديث عن بابا سابق أو البابا الأرثذكسي يجب أن يتبع بالإسم

اليوم حين أقولها أشعر بشعور شيء ناقص، كالضرس الذي خلع من قريب، أشعر بتأكل القديم أمام الزمن

بعد ما كتبت أشهر برغبة في الحزن
حزن الغياب هو حزن بإنتصار العدم ولو ظاهرياً
والرجاء هو ما يعطي المعنى للإيمان الأخروي

لدي الكثير لأقوله لكنه خارج الموضوع وأنا لا أريد الإسترسال



Sunday, March 27, 2005

لا عزاء

ظللت أتردد ذهاباً وإياباً في ملل على فراش السيدة العجوز حتى سمعت جهاز قياس ضربات القلب بنغمته الباردة الشهيرة
فككت المقباس (الفيشة) وذهبت لدفنها
في صمت وضعت بعض الزهور على رجاء قيامة الأموات
ولا عزاء لأي إمرأة

Tuesday, March 22, 2005

على الماشي

لسة دلوقتي حالاً
أسمع من غرفة أخرى التلفزيون يذيع أغنية لتاجرة أخري أظنها المدعوة إليسا
وسط تلك الفوضى الوين أمب يختارعشوائياً وسط مئات المقطوعات بداية تاسعة بيتهوفن
حيث شعرت لأول مرة سمعتها بأن الفوضى تتشكل في لحظة الخلق الأولى وبعدها بسنتين تقريباً وجدت هذا في تحليل محللة موسيقية ألمانية فأمنت بموضوعية العمل الفني أمام ولاد الكلب الذين لا بد لنا من الحديث عنهم يوماً ما

مردوك - تيامت
الآب - العدم
الإبن - الموت
بيتهوفن - أليسا

كل يوم
يا سلام يا سلام يا سلام

Tuesday, March 15, 2005

يوم المرأة العالمي، تعالى نتكلم عن الرجل

يا مساء الفل كنت أرغب في كتابة هذا التعليق على مدونة راء لكن الإنترنت علق ثم اليوم وجدت ذات الموضوع عند شموسة يتحدث راء عن "طائفةً لانهائيّة من ألوان المعكسات وصنوف الغتاتة وتلقيح الجِتَت، وما يتعدّى ذلك من إطالة اللسان واليد وافتعال الزنقة في المواصلات، وإلخ... إلخ" لنحاول أن نفكر في أسباب ذلك
لكن هذا ليس تبرير فالسؤال عن دافع القتل ليس بحثاً عن دفاع عن القاتل، يعني أنا مباقولش إن أي ولد ليه الحق في معاكسة أي بنت بأي شكل لكنني أتسائل لماذا؟
أولاً لا بد لنا من الإعتراف بأن كثير من الضغوط التي تقع على الرجل يحيلها على كتف المرأة (لأسباب نفسية معقدة لا أفتي فيها) ونتذكر المثال الشهير للإحالة، المدير يزعق للموظف فيزعق لزوجته فتزعق للطفل الذي يضرب القطة بعدها. وهنا ننسى إن المرأة المصرية تعاني نفس الضغط الإجتماعي، النفسي والإقتصادي مع الرجل وربما أكثر ثم يكون عليها تحمل أيضاً نصيب الزوج من الضغط الذي يخرج في شكل جنسي أو شكل عنف لفظي أو بدني، وعلى حسب ما سمعت إن نسبة العنف العائلي في مصر رهيبة وإذا كانت الأرانب حين يزداد الزعر لديها فإن رغبتها الجنسية تزداد ألياً ولكن البشر لديهم تمييز...أين هو؟
ثانياً، الرجل يمارس إحالته خارج البيت وهو ما تحدث عنه راء ثم شموسةً، وفي الأغلب يكون غير متزوج أي إنه مضغوط أكثر ومكبوت أكثر ولا يجد منفذ سوى المرأة في الشارع، وخاصة وإن ذلك يتم بمباركة الضمير الجمعي الذكوري (حتى إن هناك صبيان بل وأطفال يمارسون أسفل أنواع المعاكسة كنوع من إظهار النضج مثل التدخين) وفي رأيي إن المشكلة في الرجل حتى وإن تنقبت كل النساء سيبقى الحال كما هو عليه، فلا معنى للحديث عن "عدم إحترام لبسها ومشيها" فكم تغيظني تلك الجملة، يعني لو عدت قدامك راقاصة (أو ما هو أسوأ) فهل أنت مجرد ذيل في فستانها، طب لو مش قادر تحترم كيان المرأة إحترم كرامتك أنت، بهذا نفهم لماذا كرامة المجتمع هي بكرامة طرفيه معاً

ثالثاً، عن شكل المعاكسة، سأحاول أن أتذكر فترة إعدادي في حياتي شخصياً وما يتردد بين الأولاد في هذا السن، أتذكر جيداً إننا حين كنا نمشي في الشارع كنت أزعل وأتقمص حين يعاكسوا أي بنت، ليس لمبرر أخلاقي ولكن لأنني لا أجد مبرراً لذلك، وكنت أتسائل في عقلي: "وإحنا هننبسط بإيه من العكننة عليها؟"هناك طبعاً تفاصيل كثيرة ليست للنشر(لم أكن عادة مثال الأخلاق الحميدة حتى لو كانت صحيفتي هنا بيضاء أو قريبة لذلك). وتعالوا الآن نفترض (جدلاً، جدلاً فقط، للتساؤل فقط) إن المرأة (أو إحداهن)كما يظن المعاكس في تصرفه أداة لمتعة الرجل أو تفريغ قرفه، فإن ذلك المنطق المعوج قد يكون مبرراً للمعاكسة بالنظر (التي لم يذكرها أحد رغم مدى سفالتها) ومد اليد وإصتناع الزنقة وربما الإصطدام في الشارع أو ما هو أكثر سفالة، فكل ذلك يكون له بعد جنسي ما
لكنني لا أجد أي معنى للمعاكسة بالكلام فلا منطق سليم يفهمه ولا غريزة أو عادة إجتماعية تدفع إليه ولا حتى المنطق الحيواني (أسف للست نعامة، لا أقصد غابتها بل القاهرة) الذي يشيء المرأة (يجعلها شيئاً)يجد له أي داعي
لو أحدكم لديه رد أو تفسير فليتفضل ويدلي بدلوه لكن رجاء حاولوا معي النفاذ للحقيقة الكامنة في تلك الظاهرة فأظن إنه من السطحي أن أقول: الولد بيعاكس لأنه مش محترم فأكون عرفت الماء بعد جهد بأنه ماء
ودمتم

Sunday, March 06, 2005

إلتماسات لمجلس الشعب

لا تهدموا المباني القديمة
لا تسمعوني حمادة هلال
دعوني أسير وحدي قليلاً على شاطيء البحر
تأملوا قليلاً معي في الزحام
لا تنكروني من عالمكم بشكل عنيف، فأنا لم آت عندكم بالعنف... لم آت بأختياري أساساً
مزقوا الشرنقة وخذوا الحرير... دعوني أطير
أطلبوا رقمي من حين لآخر... أتصلوا بي أو بأي آخر
أستمعوا قليلاً لنقيق بائع الفل في إشارة روكسي... حاولوا أن تستمتعوا بشيء غريب
حاولوا أن تجملوا من الصخور لتبدوا مرنة بعض الشيء، لكن تعلموا تلك الصنعة جيداً فأنا أصبحت أذكى من كل خدعكم القديمة
حاولوا ولو لمرة فقط أن تجعلوني أحلم بأن أقول ل"لاعمي" أنت شعبي

الذات الترانسندنتالية في الميكروباص

يوماً بعد يوم أدرك أنه عليّ أن أقوم وأخرج من الذات الترانسندنتالية المثالية دون الإنغماس في الموضوعية الواقعية (التجريبية لو جاز التعبير) أو الإستسلام للضمير الجمعي في ظل قراءة وإختبار للناموس الطبيعي دون السقوط في قانون جامد يُخرج مباديء دجماطيقية مطلقة

لكن لكي أقوم بذلك يجب عليّ الكف عن تلك الالفاظ البذيئة وربما بعض الرجاء

علني أقوم بها حقاً

علني أقوم

المسيح قام





حقاً قام

Tuesday, February 22, 2005

تشايوفسكي وروميو وجولييت، أعوذ بالله

تشايكوفسكي تاني، أسف يا جماعة
روميو وجولييت، قرأها وألفها كمقطوعة(قصيد سيمفوني)، ربما سمعها البعض

علاقة روميو جولييت تمثلت في لحن هاديء غنائي بينما المعركة بين العائلتين تمثلت في لحن عنيف إيقاعي أي نغماته قصيرة
وبعد إعادات لهم يتصارع اللحنان، والنهاية كما تعلمون، مارش جنائزي

في المنتصف حين تتعقد الألحان كحياتنا تصرخ الترمبيت فتعلو بي وكأنها موجة عملاقة وتلقي بي فلا أجد إلا العدم، الوتريات تتوتر كالأحداث اليومية بلا سبب، والنحاسيات ترقص كساحرات مكبث مع قبيح الوجه
أما ألات النفخ الخشبية الرقيقة بدلاً من أن تكون ملجاً العقل والعقلاء صارت ندوة لفلسفة الإكتئاب، اه يا فلاسفة ولاد كلب، دي حركة تعملوها فيّ دي

العدم ينتصر عند تشايكوفسكي، إذن فالاحتمالية موجودة
ولماذا لا يحدث في الواقع ما يحدث في الموسيقى؟؟ الفن مرآة الواقع

و

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

Sunday, January 23, 2005

محاولة أخرى

كل محاولات الخروج صارت تنويعات على لحن الوحدة

محاولة أخرى ضد الشرنقة وجدارها، ضد المحارة وصلابق عقلي
تباً لي أؤمن بكلية الإنسان وتنشطر ذراتي لتتكرر هيروشيما كل يوم

معكم الآن تسرب نووي صغير على أنغام القداس الجليل لبيتهوفن الجزء الخامس
يا سيدي لا تبكي على حمل الله الذي قام ولكن لتبكي على بنات أورشليم

شيء كتب من فترة قبل نهاية العام الماضي بفترة
لم يكتمل ولن يكتمل
لنلقيه فلم يعد لدينا شيئاً كبيراً لنخسره

لماذا كل هذه المقدمات لن يدخل الأمبراطور
ها هو

أفكار متداعية بائسة

أيها القاهرة، أيبحث المرء فيكي عما يضعه في فمه في الساعة الثانية عشر وخمس دقائق صباحاً، وهو يمتلك المال، فلا يجد سوى مُكَيَسات وعلب محفوظة، يا لك من مدينة ظالمة

لأنها صارت ثقيلة علىّ، ألقيت بها، ألقيت بجواهري للخنازير، صرت أضحوكة شباب المدينة، صرت أقف بكل جراءة وشجاعة هناك في وسط السوق، حيث يقوم النخاس بالإعلان عني، ولا أجد أي مشتري

طرحت بجميع أسواق مدينة القاهرة الأخطبوط، أول ما نزلت كنت هناك في العباسية، حتى يراني كل من يعبر بذلك الميدان، وبدأت تعليقات الزبائن: يبدو إنه لن يكون ملتزماً بتلميع كل الأحذية، يبدو إنه كسول، كان على الأقل نظف حذاؤه
ليلتها جلست في المخزن، مع بقية العبيد، وقلت في ذاتي إن تنظيف حذائي ليس بتلك الأهمية، إنهم لا يفهمون

ثم ذهبوا بي إلى الشرابية، حيث عرضت على الأطفال هناك، فقرروا أن يلعبوا معي، فوافقت على الفور، كنت أرى إن ذلك قد يجدي نفعاً ويجعلهم يشتروني فأقضي الليالي بعيداً عن برد المخزن. وبدأت اللعبة، كنت أقوم بدور القرد، يلقوا الفول السوداني وأنا أقفز وأكله، وأهرش كالقرد ليضحكوا، كان ذلك ممتعاً وإن كان السوداني أكثر من قدرتي المحدودة على الهضم، وكان الأطفال يضحكون. لكن عندما جاء أهلهم –وهم من يملكون المال وقرار الشراء- أنتهروهم وأبعدوهم وأعلنوا بشكل صريح إنهم يريدون عبداً لا قرداً
وفي المخزن بكيت قليلاً وقررت ألا أصبح ثانياً قرداً أبداً، لم أكن أعلم إنني سوف أكون ما هو أسوأ

لأنني أعرف القرائة والكتابة أخذني االنخاس في اليوم التالي إلى ملتقى المثقفين، ربما يشتريني أحدهم لنسخ أوراقه أوتنظيم مكتبته، وأوقفني

..................

مجمع تجاري بمدينة نصر


أفضل مدونات!! حاجات غريبة

مكتوب عني حاجات حلوة وغريبة
كلام جديد عن لفظ قديم
هناك كلمات عن لماذا أخترت أو شعرت بذلك القدم ولكنني لم أكتبه رغم رغبتي منذ أنشاء البلوج
مكتوب عن صديقي المصري في لبنان
لا أعرف من الذي كتب

أريد الإعتذار للجميع لأنني لن أصوت لأي شخص
مازالت الموضوعية تؤنبني
فهناك من أعرفهم شخصياً وبدرجات
هناك بالطبع من لم أقرأ كل أو بعض ما كتبوه

غير إنني أخاف من فقدان المجانية البلوجية
فالكتابة التي هي بديل للأنتحار عند أمل دنقل هي التي يمارسها نزار قباني ليعرف من هو

لكن الموضوع يشجع على الإستمرار في البولجة
كثير من الأفكار لا تكتمل كلماتها وتظل كالبيت الوقف أو كالبرج الذي توقف تمويله
أكثر منها على بعض الأوراق الملقاه كامخطوطات في الحقيبة
أكثر بكثير يظل في الرأس ولا يخرج
ربما يذوب في مركبات أفكار أخرى

ما الحل
أرجو من السادة المبولجين الإجابة


Saturday, January 22, 2005

موجود ليس ضروري

رجل لأنه موجود بجسد رجل
وليس لأن جسمه يحتوي على هرمونات الذكورة

مسيحي بالعلاقة قبل العقيدة

يفكر لأنه مفكر وليس بالوظيفة

مصري بالطبيعة وليس بسبب قوة إندفاع القطيع

إنسان بلا سبب وليس بالتخطيط

إنسان غير ضروري، هو فقط موجود
إنسان غير ضروري، بالكامل كما هو
إنسان غير ضروري، فألقوه من النافذة

Wednesday, January 12, 2005

أفكار متداعية عن أول يناير والذي منه

شيئاً فشيئاً أفقد معنى التواريخ
ما الفرق بين شمس واحد يناير أو 23 يونيو أو 30 ديسمبر
أتذكر فيلم قصير عن بداية الألفية صور تجهيزات الحفل الكبير بمنطقة الأهرام وفي المقابل فقراء نزلة السمان بجانبهموفي النهاية رأينا صورة الحفل والصوت كان صوت رجل بلهجة صعيدية يقول بلا مهرجان بلا كلام فرغ، تعلوا شوفوا الناس اللي مش لاقية تاكل
اتذكر اغنية
Metallica- Nothing else matters
وبها جملة تقول ما معناه إن كل يوم هو شيء جديد لنا
أتخيل لو إكتشفوا كسر صغير في عدد أيام السنة فأضطروا أن نقفز 3 أيام مثلما حدث في أكتوبر في قرن لا أتذكره ولكنه كان ثلاثة عشر يوماًأي الأيام وقتها علىّ أن اراجع العام هل 23 يونيو أم 26 يونيو
ما الفرق لو أختفت دائرية التواريخ، وصار كله خطيأي إننا اليوم في اليوم السابع عشر بعد الخمسين مليون وسبعمائة وأربعة عشر ألف
مثلاًلا أبغي العبث أو التعقيد ولكن الإنتظار حتى يوم محدد كل عام كي تلتقي العائلة الكبيرة ويحتفلون يجعلني أظن أن التاريخ هو الذي يحددهم
هذا غير الإحساس بدائرية وكأننا لازلنا في قبو الفلسفة اليونانية صاحبة التصور الدئري للزمن
أشعر وكأن العام (أو الشهر أو الأسبوع أو اليوم)كأنه الحركة الثالثة من سيمفونية مالر الثانية
أسف لمن لم يسمعها
مثلها الزمن مونوتوني
يتنوع كثيراً مثلها حين تسمعها أول مرة ولكن هو مجرد ذات الفالس الممل
وفجأة تظهر أشياء عظيمة وكأنها القيامة تقومولكن كأن مالر يقول: لا تنزعج أيها المستمع، هذا مجرد كورد فشنك في الهواء لا يحتوي على أي لحن
بالرغم من أن ذات الكورد (في الحركة الخامسة) سيصيب ويدوش ويحتوي على الميلودي إلا أننا ما زلنا في الحركة الثالثة فليوقف أحدكم خاصية الإعادة أو يضغط على نكست لنستمع لشيء آخر
يقول اللاهوتيين أن الله تدخل في التاريخ ليصنع له معنى
ربما التعبير غير ما قالوه حرفيا
ًلذلك ألتمس الشيء الأساسي

Wednesday, December 22, 2004

الشيء الأساسي

في الظلام ألتمس شيئاً واحد، هو الشيء الأساسي، أشعر به في كل مكان، أرى أثاره ولا أراها، أشعر أنه يلتمسني هو الآخر، يلتمسني من قبل مولد الدخان الذي يخنقني ويخنقنا، أظنه ينير في الظلام، من قبل مولد الظلام، بوابة جيراننا العجوز تشعر أيضاً بأنه يلتمسنا بل ويسير بيننا، ربما رأيته ولم أعرفه ربما أصطدم بي في الميدان المزدحم ولم أعلم أنه هو، أتخيله يُقتَل في كل يوم من تاريخ مدينتي، يَذبُل في الزحام، يُرجَم أمام المحلات الكبرى وتلقى جثته في صندوق شركة إنسر، لكنني أشعر إنه يأتي ثانية، في نظرة الحبيبين، في الفرق الموسيقية، في لعب الأطفال وفي الأكلة الهنية اللي بتكفي مية كما كان يقول الإنسان القديم، يأتي ليكون الشيء الأساسي، أشعر به يقترب مني، بل ويخترقني، يتكلم فيجعل مني إنسان قديم، أظنه لا يخترقني وحدي بل كلنا، أرانا نشعر ببعض، نلتمسه جميعاً، ونعلم الأطفال كيف يسعون معنا، أشعر بأنه في يوم ما، وربما منذ اليوم أو منذ سنوات، سنراه فوق كوبري قصر النيل، يجوب المدينة، لنسمعه ونراه، ليجلس معنا ونلمسه، ونعرف حينها أنه هو، هو الشيء الأساسي
ربما لأجل كل ذلك لم أمت رغم إنني أحتضر منذ يوم ميلادي، ربما لذلك لا أستطيع أن أنام ليلاً بل أستيقظ في الظلام وألتمس شخصاَ واحد، هو الشيء الأساسي

Saturday, November 27, 2004

صيغة المفرد

لأنني رفضت أن أظل على السطح أعلو وأهبط مع الأمواج، رفضوا أن أركب السفينة معهم، قررت أن أغوص وأرى السفينة وهي تبحر من الأسفل، يا لها من زاوية جديدة لم يراها ولن يراها أحد، وأبحرت السفينة ورحلت

لن يستمتعوا بألوان الأسماك الجميلة ولن أشعر بدوار البحر، لكن لا أنكر أيضاً إنهم سيرون السماء الصافية ولن يحملوا هم أسماك القرش كل يوم

الحقيقة إنني لم أركب معهم ليس فقط لأنني أكره بعضهم، وليس لخوفي وقلة شجاعتي، وليس لمخالفة القاعدة العامة، ولكن لأني أعرف أن هذه السفينة غارقة لا محالة، حاولت إنذارهم فلم يجيبوا سوى بأن أسماك القرش حقاً خطيرة، وظللت أحدثهم عن إمكانية تفادي خطر أنيابها لكن نسيت أن أقول إن كل ما يخص الأسماك لا يلغي إن تلك السفينة هي قبر متحرك ينتظر سماع أجراس الكنيسة ليبدأ جنازته البائسة

هم ماتوا سوياً، وأنا سأعيش سنوات مديدة

ومع حصولي على الفخر بإنتصاراتي على أسماك القرش والفرح بأسماكي الملونة والتأكد من صدق حدسي لم ألحظ إنني حصلت مع ذلك على صيغة المفرد

في الثانية والستين

كان يوسف في الثانية والستين في العام الثاني بعد الألفين، أستيقظ مبكراً في أحد أيام الخريف في شقته بوسط المدينة، عبر ببذلته القديمة ميدان طلعت حرب ونظر على الجرائد ولم يشتري كعادته الدائمة، رأى بعض الأطفال الصغار ذاهبين للمدرسة القريبة بوجوه بائسة لكنها تبتسم، حاول شراء بعض الحلوى لهم، على غرار الجد الطيب لكنه تذكر إنه من الصعب عدم توفير المال، خاصة إن معاشه الآن صغير، ولو هدمت العمارة القديمة التي يسكنها ربما هو الذي سينتظر الإحسان منهم

مر من أمام كافيه ريش إلى ممر أستوريل إلى الجريون من أمام نادي السيارات، وعلى الناحية الآخرى كان العمال قد أتوا منذ تلك الساعة المبكرة ليكملوا إنشاء فرع البنك المصري الأمريكي، لم ينظر إليهم لأنه كان يفكر في تلك الأماكن، كم من مرة شهدت ضحكه حيناً وسكره حيناً وإندهاشه عند سماعه الأخبار من أصدقائه، فريد تزوج، السادات أغتيل، رفيق توفى وهو يأكل المحشي، الأتحاد السوفيتي تفكك، الفتاة التي كنت تحبها تزوجت من ظابط مرموق، لم ينجح شريف في إيجاد وظيفة لك أفضل من تلك، لكنه لم يكن حزيناً، كان حقاً مندهشاً من إنه الوحيد الذي بقى، من بقى منهم في الحياة لم يعد هنا فوليد قد سكن مدينة نصر منذ سنوات بعيدة، ومحسن سافر لأمريكا، حيث قيل إنه قد قابل مريم التي سافرت قبله وتزوجها، ظل يحلم بيوم عودتهم بأطفال يشبهون مريم الجميلة أو محسن خفيف الظل، ظل يحلم بزيارة واحدة منهم أو من هشام الذي إختفى تماماً ولم يعلم أحد عنه شيئاً بعد الزلزال بعام، أي منذ تسعة سنوات، لم يبحث أحد على هشام مثلما فعل لكن دون نتيجة

شعر ببعض الضيق حين إقترب من ميدان التحرير ورأى إعلان مسرحية دو رى مي فاصوليا، ذهب إلى البيت لينظر من خلف الزجاج على النظام الجميل للسيارات في ميدان طلعت حرب، تأمل قليلاً الرجل الملتحي الذي يلبس جلباباً أبيض وينادي بالميكروفون للتبرع لبناء مسجد وهو معه الوصولات، أزعجه صوته المتضخم، فأدار موسيقاه المفضلة وعاد ينظر من النافذة حيث رأى بعض العمال بينهم بعض الأطفال يغيرون بلاط الميدان ليضعوا بلاطاً أخر من رخام زلق، تخيل نفسه وهو ينزلق فيضحك عليه المارة، تذكر حين ضحكوا عليه لأنه لأنه لأنه، يقف تفكيره مشلولاً مع شعوره بتلك النصال في قلبه، فبينما تحت بيته كان باسم-إبن وليد الذي سكن مدينة نصر منذ سنوات بعيدة-يضغط على ألة تنبيه سيارته الجديدة فيعلو صوتها على صوت الموسيقى، كان يحاول، بلا فائدة أن يتذكر أين ترك الدواء، خرجت سيارة باسم من الميدان وخرج آخر أنفاسه، فقط قبل شهر ونصف من قرار هشام أن يعود ليراه

في ذلك الوقت كان الشتاء قد بدأ، كان هشام دائماً يحب الشتاء، شعر بأنه يتنفس فعلاً حين أدار ظهره لميدان التحرير وغاص في وسط المدينة، يتذكر هو الآخر، وكأنهم خسروا كل شييء في ليلة مقامرة مغشوشة وطويلة طول العمر ذاته ولم يجدوا شيئاً يكملوا لعبهم به سوى الذكريات كمن يقامر بسرواله
يتذكر حين كان يقنع الكثيرين بأراؤه، يتذكر حين كان يظن إن الأشجار تنموا في زمن أسرع من قطعها، يتذكر حين ظن إن من يصدقوا على قوله يصدقوه حقاً بل ويحبوه هو وليس أفكاره

نظر عند بائع الجرائد فرأى تلك الفتاه الجميلة على إحدى المجلات، لا يعرف إنها الفنانة الشابة التي دخلت كل البيوت من التلفزيون أثناء رمضان، تخيل إنه أصغر بخمسة وثلاثون عام وهي في السن الذي تجعلها صورة الغلاف تبدو عليه، وهم يعملون معاً، تهتم بذات الأشياء، رقيقة جداً لكنها جريئة، يتخيلها مخطوبة له، وهم معاً في جنازة رفيق، تقرأ له قصيدة أوقفوا الساعات لاودن بإنجليزية واضحة لا تفسد التناغم، يبدأ في البكاء فتحتضنه لأنه في الواقع بكى يومها لساعات وحده حين أصطدم أحد المارين المتعجلين به فأستيقظ من ذلك الحلم ليجد إن المجلة قد بيعت كل أعدادها، أستدار ليكمل طريقه لبيت يوسف، لكنه لم يكن في سن يسمح له بهذه الإستدارة السريعة على هذا الرخام الزلق

كسر فخذه، وأثناء الفحوصات الروتينية أكتشفوا إن سرطان الرئة يشاطره جسده منذ فترة ليست بقليلة، عندما علم تمنى أن يموت وياسمين بجانبه، لكن ياسمين الآن مشغولة مع وليد-الذي سكن مدينة نصر منذ سنوات بعيدة- زوجها في تجهيز حفل زفاف إبنهم

بلا هشام بلا يوسف بلا وليد بلا دوشة
كفانا قصصاً خيالية
فلنبداً واحدة واقعية

سأكون في الثانية والستين في العام الرابع والأربعين بعد الألفين، سأستيقظ مبكراً في أحد أيام الخريف وأعبر ببذلتي القديمة ميدان طلعت حرب وأنظر على الجرائد ولا أشتري

Sunday, November 14, 2004

أفكار متداعية

يمكنك أن تنكر وجود الله لكنك لا يستطيع أن تقول أن الكون ليس له معنى لأنه حتى بالحسابات العلمية احتمالية ظهور الحياة ضعيفة جداً، ناهيك من أن تطورها بهذا الشكل المعقد حتى بلوغها القمة في الإنسان هي احتمالية شبه مستحيلة لو كان الكون والحياة مصادفة. دعك من التساؤل عن مصدر الأخلاق لأن ذلك موضوع آخر حتى وإن أتصل كثيراً بموضوعنا

للكون معنى، سمه ما تشاء، العقل الأسمى(مثل هيجل)، الله(مثل ديانات الوحي)، المحرك الأول والعلة الأولى(مثل أرسطو)، غاية المادة في ذاتها(تصبح بذلك في تناقض لأنك تفترض أن المادة الغاشمة لها عقل يضع المعنى، أظن أسبينوزا وقع في ذلك)

للكون غاية، للحياة معنى، ولكن هل لحياتي معنى

أين المعنى حين أتحول إلى رقم في الجريدة، سقوط سبعة قتلى، أنا منهم، ما الفرق بالنسبة لك إن أصبح الرقم أكثر أو أقل، ما الفرق بيني (أنا الموضوعي إلى أقصى حد) وبين الكمبيوتر، ماذا إن هلكت، نعي في الجريدة، شهادة في السجل المدني، حزن في المنزل، راحة في نفوس الأعداء، مزيد من الوحدة في نفوس الأصدقاء، مكان خالي بالمقهى، أسم يخبو في ذاكرة الجميع

أصبح إختفاء إنسان كفقدان ضرس، مجرد فراغ مقلق إلى حين عند البعض، وهو قلق لا يدركه إلا من يعاني منه حتى وإن كان واقفاً في ساعة الذروة بمترو الأنفاق.

الأنفاق تذكرني بكلمة نفق، التي تطلق على موت الحيوانات، أظن إنه من الأنسب أن نضعها في الجرائد حينما نتحدث عن البشر، لا تغضبوا مني، فما الفرق بالنسبة لك بين موت خمسين طفل في سييرا ليون وبين موت مثلهم من البقر بمرض ما، ما الفرق سوى أنه في الحالة الثانية ربما سترتفع أسعار اللحوم

أرفض وجود واقع مغاير في العالم الآخر، فلن أقفز القفزة السحرية من عالم اللامعنى إلى العالم الحقيقي الأفلاطوني، أو العلاقة اللامحدودة الصوفية، أو حتى الملكوت المسيحي لأنه لم يعد بيننا، فكيف لي أن أرى ملائكة الله صاعدين نازلين فوق ابن الإنسان في الوقت الذي ربحت فيه المنطق الكامل فضاع مني النقص الذي يجعل مني إنسان

لا أرفض وجود المعنى، ولكنني أتكلم عما أعيشه، حين يصبح العبث أقوى من معنى محاولات إيجاد المعنى

ملحوظة: المعلومات والتعبيرات الفلسفية المذكورة قد تكون غير دقيقة، لكن هل هذا يشكل فارقاً مع أحد

لماذا أتكلم، لا أنا حاسس ولا حد فاهم ولا يحزنون

Saturday, November 06, 2004

من سونيتات رلكه

وحينما ينكرك العالم
قل للأرض الساكنة: أنا أتدفق
وللماء الدافق قل: أنا باق

للشاعر الالماني راينر ماريا رلكه

ترجمة: حسن حلمي

السونيتات - الجزء الثاني - رقم 29

Thursday, November 04, 2004

مثل عظمة دجاجة

مثل عظمة دجاجة في يد طفل عابث، أكل ما حولها من لحم وألقاها من نافذة السيارة بالطريق الصحراوي، حيث ظلت بين الأتربة وحرارة الشمس لعقود، هكذا صارت نفسي، لا شيء يتغير سوى أنواع السيارات التي تمر سابقة الزمن وأنا لا أزال أبحث عن الحروف في لوحة المفاتيح حيث طمست الحروف العربية من عليها كما طمس الزمن حلمي بغد أفضل لي وسط كفاح مئات العمال معي لبناء غد أفضل للجميع.
وبرغم من أنني حين حركت عيني حولي فلم أجد من العمال سوى ما يقل عن عدد ساعات سعادتي، ولم تكن حالتهم أفضل مني. وبرغم كوني حملت مشعل الضوء للسائرين في الأمام فلم أرى الذي جاء من الخلف، إلا إنني لا زلت أدفع الحجر وسط باقي العمال، لا زلت أشجعهم، لا أعلم هل لدي اختيار آخر أم لا ولكن إن كان أمامي لما اخترته، ليس تمسكاً بالقضية بقدر ما أصبحت أكبر سناً وأكثر خوفاً وأقل شجاعةً وقدرة على الدخول في طرق أخرى وإن كانت أسهل، وربما كما قلنا قديماً عن عدم استطاعة آكل الكباب أن يأكل الفول ربما حان الوقت كي نضيف أن أكل الكباب يصيب بالآم النقرس.

تحيطني الفوضى، أسبح في اللامعني، فأين المعني والعقل يحمله جسم متعب ونفس مثل عظمة دجاجة في يد طفل عابث، أكل ما حولها من لحم وألقاها من نافذة السيارة بالطريق الصحراوي، حيث ظلت بين الأتربة وحرارة الشمس لعقود.

Monday, October 18, 2004

ريكارد قلب الأسد

إلا انه فيما بين اعماله هذه الناجحة قد كان افتكاره (...) يجمع في مخيلته غيوماً من الكدر والغم وهذه سببت له باطناً مخاوف واسعة واستولت على روحه محذروات سودا ثم ان روسا الجيوش الصليبية قد صمموا الإعتماد الراهن الجهبزي على انهم ما عادوا يرجعون اصلاً إلى الورا عن مداومة معاطاتهم الحرب (...) فهذا الإعتماد عرف عند المعسكر جميعه وجلب لهم كافةً فرحاً فايق الوصف عاماً ولكن حينما اجواق الصليبيين كانت تعلن دلايل المسرة بواسطة التراتيل والولايم واعياد البهجة فالسلطان ريكارد وحده كان يوجد كايباً في حال افتكارات عجيبة وعميقة وتاملات موضوعات مضاد بعضها بعض وبالتالي لم يكن هو مشتركاً مع الفرح العمومي

المجلد الأول من تاريخ الحروب المقدسة في المشرق المدعوة حرب الصليب
تأليف: مكسيموس مونروند
استخرجه من اصله الفرنساوي الى اللغة العربية: كيريو كيريو مكسيموس مظلوم

Friday, October 15, 2004

مخاوف

أمشي على الشاطيء ليلاً… البحر هنا مختلف، على عكس العادة، لا يوجد به صراعات داخلية أو تيارات متعارضة، هو فقط ينساب ويتجه للأمام، في إتجاهي، يزمجر نحوي كأنه قطيع مربوط من الكلاب المسعورة.
أكره شكله، أنظر نحو المدينة المنيرة من بعيد، فأراها جاثمة مثل وحش نائم ينتظر الصباح حتى يأكل فريسة جديدة، أنظر تحت رجلي فأجد ثقوب في الرمال تخرج منها الكابوريا وتدخل، الكابوريا تعضني في رجلي، دائماً تأتي، دون مقدمات وأحياناً بمقدمات، لكنها دائماً واثقة من ذاتها، تعلم ما تريد، وتعلم أنها ستحققه.

أجري إلى المدينة، أجدها شبه خالية، لا يوجد سوى مجنون أسود بائس قديم، يجلس وحيداً ويرفض أن يتكلم، أمشي قليلاً فأجد جماعة من شباب المدينة جالسين.
لم يتركوا جرح من أثر الكابوريا إلا وأشبعوه سخرية.

هربت منهم إلى البحر، ثم إلى المدينة هرباً من الكابوريا، طوال ست سنوات و أنا أسعى بين الضفتين ولم يحدث تغيير سوى إنني رأيت على الشاطىء حبيبان يقبلان بعضهم دون أن يدركوا وجودي، وحين شعروا بي إنزعجوا.
قلت لهم: "لا تنزعجوا، فأنا مجرد أبله آخر، واسألوا كل شباب المدينة"0

وأكملت طوافي بين البحر والمدينة، وذات ليلة رأيت قبيح الوجه يقول بصوت ضاحك: ستظل دائماً هكذا

Monday, July 26, 2004

السبب في الظلمة الحالية

ملحوظة: يفضل أثناء قراءتها الاستماع لموسيقى مقدمة فيلم "الأب الروحي –GodFather" لنينو روتا لكن ذلك ليس شرطاَ

منذ فترة، وكل يوم في الرابعة والنصف فجراً، يستيقظ في كوخه في الصحراء الغربية، يتذكر عندما أجبروه على بيع عينيه ليشتروا ملابس العيد وتيل فرامل جديد للسيارة، يخرج بالترمبيت ويعزف لحنه البطيء الممل الذي يخيف البدو والذي بعبثيته يجمع الصقور والبوم مع الخفافيش في تشكيلة غريبة مع طيور جديدة لم يعرف لها أسم بعد.

يعطيهم حساء الضباع الذي أعده ليلاً مع اللحوم الفاسدة التي سلبها من المخازن في القاهرة، ويظل يتذكر كيف كان يبحث عن الحي بين الأموات، ثم صار يبحث عن الموت بين الأحياء، قبل أن يحترف الغناء، ثم يعمل بالبغاء، إلى أن أصبح مصاص دماء.

وحين يغوص في بحر ذكراه ويبدأ ضوء الشمس الزاحف في تدفئة الملابس حول جسمه يهب واقفاَ ويشير لكل القطيع باتجاه المدينة، فتذهب لتفقأ أعيننا في سرعة مدهشة، دون أن ندري أحياناً، يذهب القطيع لكل المناطق حتى مترو الأنفاق في تغطية ممتازة، ويأخذ العيون جميعاَ، وربما هذا هو سبب الظلام الذي نعيش فيه منذ فترة.
  

Friday, June 11, 2004

من مذكرات زوجة الموت

أحياناً أشعر أن الموت هو العريس المنتظر الذي تنتظره كل فتاه، أشعر أنه مفاجأة أجمل من أن توصف بالكلمات، هدية تجعل متلقيها يموت من الفرحة
ترى من يحبني ويحضر لي الموت في عيد ميلادي... أظن إنه لو كان لدي الموت في علبة، أستطيع فتحها وقت أشاء... ساجهز كل شييء له لكني سأتعب في إختيار الموسيقى المناسبة لإستقباله، أريد إستقباله بلحن رائع، ترى ما شكله؟ هل هو وحش يشبه ذئب عملاق أم هو ذلك الشبح على هيئة هيكل عظمي يحصد الأرواح بمنجله... لا أظن، أظنه رائحة أشمها فتتجمد كل العضلات، أو قد يكون كائنات دقيقة تنتشر وتأكل كل الخلايا حتي العظم وفي دقائق اصبح......... مفيش

لكنه لم يكن كذلك، إنه يأتي على حماره الأسود (إنه يكره السيارات وقد أخذوا حصانه الأبيض أثناء التأميم في الستينات)، وعندما أخذني أصبحت زوجته، وكنت أربي أولاده على السلوك القويم وأطبخ له حتى يعود من العمل يحمل هدايا زبائنه، إنها حقاً مهنة لذيذة دخلها يقوم على مدى حب الزبائن لك فقط... وبعد أن صنعوا الحياة في المعامل ووزعوعا مع مساحيق الغسيل ومع إشتراكات القنوات الفضائية أصبح زوجي بلا عمل لأنه لم يعد يجد روح في زبائنه، ولم يعودوا يعطوه هدايا، فذهب يبحث عن وظيفة، وكتب سيرته الذاتية... الإسم...الموت، الضوء، الثورة وأسماء أخرى... الدراسة...درست كيف أنظر للناس... الإمكانيات ...أستطيع أن أبتسم ...المهنة السابقة...موزع الحرية
المدير: كيف كنت توزع الحرية؟
الموت: مثلاً إسماعيل طالب في كلية طب، والطب طريقه، لكنه يحب الرسم، ومع الوقت بدأ لا يرى سوى شارع القصر العيني وكليته ونسى الرسم وكل الدنيا، لكنه حين رأني عرف إنني الطريق الذي يدمر بقية الطرق، فأنا ألغي الطب والرسم معاً، فما قيمة الطب وهو ميت؟ فعاد يرسم من جديد وعاد يرى العالم
المدير: إسماعيل مين، أنا مش فاهم حاجة
الموت: ألم تقرأ هايدجر؟
المدير: هه... مين ده؟
الموت: فيلسوف وجودي
المدير: ملحد؟؟!!
الموت: نعم مثلك يا سيدي
المدير: أنا كافر يا إبن ال............ الرقابة حذفت الباقي
ولم يكن الحال أفضل في الشركات الأخرى بفضل البطالة في عصر عاطف عبيد، فإنتحر الموت، وزاد البشر، خاصة إنهم صاروا يتكاثرون بلا ضوابط (بعد إنتشار الفيديو كليب)، وأصبحوا ستة مليارات... تخيلوا لو كل واحد منهم نطق كلمة، لكنهم كانوا يتحدثون تسعة مليارات لغة في زحام يشابه اليهود في محرقة هتلر

لكنني لم أصمت، ولم أستسلم ولم أفقد اللغة ولا العين، وناديت وصرخت فيهم في كل موقف، وفي كل مكان، ظللت أنادي " أيوة الفل يا فل... الياسمين يابيه ربنا يخليلك السنيورة اللي معاك... أيوة مناديل إنشاء الله " وذلك لكي أجد قوتاً للأولاد

وخرجوا أولاد الموت أشداء قادمين على حمير سوداء ليحققوا نصرٍ وفتحٍ قريب... إسمعوهم، هم جايين، ورحمة البنيأدمين، بس مين يشوفهم ومين يسمع ومين يفهم هم مين

Saturday, May 29, 2004

جزء من "الموت" لتوماس مان

في كثير من الأحيان
عندما تسيل الأفكار أمامي مثل المياه القاتمة
التي لا نهاية لها وتحجب الرؤيا، تتداخل المتعددات وأدرك بطلان المدلولات

جزء من قصة "الموت" للكاتب الألماني توماس مان (1875-1955)
ترجمة: محسن الدمرداش

Thursday, May 27, 2004

مجرد تخاريف

ملحوظة: هذه مجرد تخاريف

ذات مرة إستمعت للسيمفونية السادسة لتشايكوفسكي مرتين في ذات الليلة فلم تشرق شمس اليوم التالي

أول من شعر بها كان سكان نيوزيلاندا، ثم الخارجون من صلاة الفجر في جامع رابعة العدوية بالظاهر، ثم طلبة المدارس، لم تشعر الصراصير بشيء قبل عدة أيام... حين أصبح الجو حقاً بارداً، وفشل عم صلاح في حرق مرتجعات الجرائد للتدفئة، إن بخار الماء كله تكثف وكل شيء مبتل، حتى أصبحت المدن كطفل نسيت أمه حفاظته

يبدأ التلفزيون بطمأنة الناس... بينما أثار القطرات واضح على الكاميرا والمذيعون يرتجفون، أسعار البترول تصل لمعدلات قياسية

مصطفى سائق الميكروباص أعلنها بوضوح: " في الضلمة في النور مش معدي تحت الكوبري، والأجرة جنيه وربع واللي مش عاجبه يركب مترو، لكن المترو ده حكومة وإحنا بناكل عيش، ومتزعلش يا باشمهندز.... إلخ

هرع كل الفنانون ليستدفئوا ولم يجلس سوى ثلاثة في مكانهم المعتاد حيث أصبحوا أول ضحايا الصقيع، أحدهم فكر قبل أن تموت خلايا رأسه: "ألم يكن من الأدفأ أن ياتي الأخرون، وربما كنا سنضع قصيدتين ولوحة ومقطوعة قد تنير شيئاً للأجيال القادمة

الضحية الثانية كانت عائلة أمريكية أدخلت في بيتها ساق شجرة كامل يكفي لتدفئة سنين، وعندما بدأوا بحرقه هرعت من كل جانب الصراصير التي تعيش به، وكل منهم به شعلة صغيرة يدور بها في كل مكان، ألسنة من اللهب تطير بلا توقف، وكان بيتهم هو كعكة الإحتفال لقريتهم... حيث إلتف حوله السكان يحتفلون ببعض الدفء

أعلن الأب بولس في كنيسته بإمبابه أن ذلك هو غضب الله، قبل أن تنهار حكومة بولندا بدقائق (بعد موت ما يزيد عن 60% من السكان)

قرر أحدهم إنه سيذهب إليها ثانية برغم إنه يكرهها، ربما يجد بعض الدفء

لكن الآخر قرر أن يظل بالخارج ويعزف على ربابته، برغم خطر الموت لكنه كان يشعر بذلك الذي شعر به ألبرت الكاميروني الذي ظل يضرب على طبوله طوال الليل

شعر مايكل بذلك بعدما لم يجد أي رد من المحطة، فقرر الإستماع لبيتهوفن حتى الموت وحيداً في مركبته الفضائية

لم تكن النهاية، فالطبول والربابة ونشيد السعادة جعلوا الشمس تشعر بأنها فتاة لم ترقص من قبل يدعوها شاب وسيم، فندمت من قلبها وقامت ترقص، للإنسان مع البهائم وطيور السماء

أول من شعر بها كانت ماري الصغيرة في إحدي قرى نيوزيلاندا، فجريت لأخيها بيتر الذي نام من كثرة البكاء

ثم شعر بها الجنود وهم يختبئون من الشرطة العسكرية بشارع رمسيس، قال أحدهم: "الشمس تحرق العيون وتدفىء العظم حين... ترررررررررن
أوم... أصحى... إتأخرت على الشغل

ألم أقل لكم إنها مجرد تخاريف

Wednesday, May 26, 2004

عندما في الأعالي

{عندما في الأعالي هو أول سطر في أسطورة خلق الكون البابلية القديمة}


عندما في الأعالي كان إعلان الكريديت كارد يلقي بألوانه على عبد الله الذي ينام في ميدان رمسيس، وعد أمه منذ ثلاث أسابيع في الغنايم أنه سيرسل لها مبلغاً فور عمله بمصر... كان ذلك من ثلاث أسابيع
عندما كان عازف التيمباني يعزف معلناً إنتصار تشايكوفسكي متبعاً إشارة المايسترو الذي يفكر في... الإنتحار
عندما كان القطار يجري ويجري ويحرق ويحترق، عندما كان محمد جميل نائماً فيه يحلم كيف سينتقم من سليم محسن الذي دمر كل ما بناه... من تاريخ النصب

عندما إختلط النصب والجر في رأس سميحة التي تنتظر إمتحانها بعد أسبوع فجلست تبكي وترتجف

عندما أمر الكبير العظيم بقطع ألاف الفدادين من غابات البرازيل لكي ينتج منها الورق الذي سيمضي عليه قرار الحرب ضد كل بلد غير صديقة، بينما كانت حفيدته تزرع زهرة في الحديقة... التي قتل فيها يوماً قط أسود وآخر أحمر

عندما ولد ثائر في مقهي... ليس بهذه البلد، عندما عجز شريف عن رسم أي لوحة جديدة

عندما قرر رامز التوقف عن شرب الشيشة بينما كانت أمه تتلذذ في الغرفة المجاورة في حديثها مع سوزان عن زميلهم إيهاب، كيف إن جسده غير متناسق، كيف كان منظره مضحك وهو يجري ليعتذر للمدير، وكيف كان يسعي لكي يقنع سوزان إنه يحبها وإنه مخلص وإنه من عيلة وإنه مكافح وإنه غير ما تراه وإنه أنيق وإنه يحب الإجتماعيات والدخول في الجمعيات والتسوق مع البنات وإنه قوي وعظيم وإنه ليس خجول ... وإنه فقط يحتاج أن يكون مقبول

عندما أعلنت معامل إنتل إنتاجها معالج تفوق سرعته سرعة هاني شريف، الذي كان يدرك تماماً ما يريد فضرب كل المقاييس وإمتلك المحمول (وأخذ أحمد زميله لقب مفصول) والشقة والزوجة والسيارة ولقب نائب رئيس مجلس الإدارة ومدير فرع (وتزوج سراً حسب الشرع...فراش آخر)، كان إبنه خالد مشغول بقناة الدش التي تعرض كيف يرى الثعبان ذاته في المرآة ولا يصدق إنه حقاً ثعبان وكان هاني يجلس جوار رجل دين (من أي دين) ينظر في مرآة بإندهاش في القطار الفرنسي السريع منتقلاً من باريس إلى ليون ليقيم ثفقة جديدة للبنك الذي لم يعد يستطيع الإستغناء عنه... فهو صاحب فكرة إعلان الكريديت كارد بميدان رمسيس، بينما كان وائل ذاهباً بخطوات واثقة ليقطع له عم صابر ذراعاً، فلم يعد إدعاء الفقر مربح وسط مئات الشحاذين المعوقين

عندما كان التنين يخرج رأسه الكبيرة من مياه النيل ويكاد يجن لأنه توقف عن إخراج النيران من فمه، لم يعد أحد يهتم به من وقتها، ربما يراه أحدهم فيقول متمتماً " ها هو التنين الذي فقد نيرانه "، بينما كان إسماعيل يجهز أدوات إنتحاره مفكراً في زوجته وصغاره، كم من مرة لم ينتحر بسببهم

بينما كانوا يلفونه في الأكفان...كنت في الزحام وحدي أبحث عن الإنسان


Friday, May 14, 2004

مجرد تجربة

لا مؤاخذة...مجرد تجربة علشان الموضوع ده
http://www.blogger.com/comment.g?blogID=12719321&postID=111790179803709154