Tuesday, March 15, 2005

يوم المرأة العالمي، تعالى نتكلم عن الرجل

يا مساء الفل كنت أرغب في كتابة هذا التعليق على مدونة راء لكن الإنترنت علق ثم اليوم وجدت ذات الموضوع عند شموسة يتحدث راء عن "طائفةً لانهائيّة من ألوان المعكسات وصنوف الغتاتة وتلقيح الجِتَت، وما يتعدّى ذلك من إطالة اللسان واليد وافتعال الزنقة في المواصلات، وإلخ... إلخ" لنحاول أن نفكر في أسباب ذلك
لكن هذا ليس تبرير فالسؤال عن دافع القتل ليس بحثاً عن دفاع عن القاتل، يعني أنا مباقولش إن أي ولد ليه الحق في معاكسة أي بنت بأي شكل لكنني أتسائل لماذا؟
أولاً لا بد لنا من الإعتراف بأن كثير من الضغوط التي تقع على الرجل يحيلها على كتف المرأة (لأسباب نفسية معقدة لا أفتي فيها) ونتذكر المثال الشهير للإحالة، المدير يزعق للموظف فيزعق لزوجته فتزعق للطفل الذي يضرب القطة بعدها. وهنا ننسى إن المرأة المصرية تعاني نفس الضغط الإجتماعي، النفسي والإقتصادي مع الرجل وربما أكثر ثم يكون عليها تحمل أيضاً نصيب الزوج من الضغط الذي يخرج في شكل جنسي أو شكل عنف لفظي أو بدني، وعلى حسب ما سمعت إن نسبة العنف العائلي في مصر رهيبة وإذا كانت الأرانب حين يزداد الزعر لديها فإن رغبتها الجنسية تزداد ألياً ولكن البشر لديهم تمييز...أين هو؟
ثانياً، الرجل يمارس إحالته خارج البيت وهو ما تحدث عنه راء ثم شموسةً، وفي الأغلب يكون غير متزوج أي إنه مضغوط أكثر ومكبوت أكثر ولا يجد منفذ سوى المرأة في الشارع، وخاصة وإن ذلك يتم بمباركة الضمير الجمعي الذكوري (حتى إن هناك صبيان بل وأطفال يمارسون أسفل أنواع المعاكسة كنوع من إظهار النضج مثل التدخين) وفي رأيي إن المشكلة في الرجل حتى وإن تنقبت كل النساء سيبقى الحال كما هو عليه، فلا معنى للحديث عن "عدم إحترام لبسها ومشيها" فكم تغيظني تلك الجملة، يعني لو عدت قدامك راقاصة (أو ما هو أسوأ) فهل أنت مجرد ذيل في فستانها، طب لو مش قادر تحترم كيان المرأة إحترم كرامتك أنت، بهذا نفهم لماذا كرامة المجتمع هي بكرامة طرفيه معاً

ثالثاً، عن شكل المعاكسة، سأحاول أن أتذكر فترة إعدادي في حياتي شخصياً وما يتردد بين الأولاد في هذا السن، أتذكر جيداً إننا حين كنا نمشي في الشارع كنت أزعل وأتقمص حين يعاكسوا أي بنت، ليس لمبرر أخلاقي ولكن لأنني لا أجد مبرراً لذلك، وكنت أتسائل في عقلي: "وإحنا هننبسط بإيه من العكننة عليها؟"هناك طبعاً تفاصيل كثيرة ليست للنشر(لم أكن عادة مثال الأخلاق الحميدة حتى لو كانت صحيفتي هنا بيضاء أو قريبة لذلك). وتعالوا الآن نفترض (جدلاً، جدلاً فقط، للتساؤل فقط) إن المرأة (أو إحداهن)كما يظن المعاكس في تصرفه أداة لمتعة الرجل أو تفريغ قرفه، فإن ذلك المنطق المعوج قد يكون مبرراً للمعاكسة بالنظر (التي لم يذكرها أحد رغم مدى سفالتها) ومد اليد وإصتناع الزنقة وربما الإصطدام في الشارع أو ما هو أكثر سفالة، فكل ذلك يكون له بعد جنسي ما
لكنني لا أجد أي معنى للمعاكسة بالكلام فلا منطق سليم يفهمه ولا غريزة أو عادة إجتماعية تدفع إليه ولا حتى المنطق الحيواني (أسف للست نعامة، لا أقصد غابتها بل القاهرة) الذي يشيء المرأة (يجعلها شيئاً)يجد له أي داعي
لو أحدكم لديه رد أو تفسير فليتفضل ويدلي بدلوه لكن رجاء حاولوا معي النفاذ للحقيقة الكامنة في تلك الظاهرة فأظن إنه من السطحي أن أقول: الولد بيعاكس لأنه مش محترم فأكون عرفت الماء بعد جهد بأنه ماء
ودمتم

2 Comments:

Blogger الست نعامة said...

أشكرك يا انسان على هذا الموضوع الشيق، الذي طالما كنت وصديقاتي نتسأل ونتحدث عنه، همّا ليه (الولاد يعني) بيعاكسوا؟!!!! سؤال محير جداً، لا أتحدث عن التحرش، لأنك ذكرت أسبابه (يعني اللمس واختلاق الزنقة والتخبيط، وأسبابها الكبت الجنسي والتفريغ كما ذكرت)، ولكن ليه المعاكسة بالكلام وحرقة الدم؟ وحتى المعاكسة بالنظرات مستفزة جداً. أرجو ان نصل الى اجابة مقنعة.

1:47 AM  
Blogger Ensan Kadim said...

شكراً يا ست نعامة
أظن إن المعاكسة بالنظر مفهوم سببها

لكن لدي فكرة أتت لي الآن فقط قد تقود لسبب معرفة المعاكسة الكلامية
في الشارع تصبح الفتاه جزء من إهتمام المعاكس فإذا إكتفى بالنظر ستصبح هي موجودة بالنسبة له لكن هو مهمش بالنسبة لها، وهذا لا يتماشى طبعاً مع نظرته المشيئة للمرأة، كيف يكون هو مهمش والشيء في محور الإهتمام

فيبدأ في المعاكسة ولسان حاله يصرخ
يا جماعة أنا موجود ومش مجرد كائن بيبص بقذارة وبيعاني من الكبت والحرمان (الجنسي والإجتماعي)، ولاحظوا إنه يحتقر ذاته نظراً للخلفية الدينية لدى الكل وكثيرين من الولاد يتحدثون عن "إحنا لينا إخوات بنات برضه"فلو هذه النظرة في عمق فكره فهذا يزيد إحتقاره لذاته فيحاول أن يعاقب نفسه بمزيد من المعاكسة ليشعر بالدونية أكثر فيحاول أن يثبت وجوده بالمزيد من المعاكسة

نظرة جديدة إذا نزل ولد من بيته بالشورت أو ربى شعره أو أي شيء مختلف، صدقوني بتعاكس لما يطلع ميتينه

12:55 PM  

Post a Comment

<< Home