Sunday, January 23, 2005

محاولة أخرى

كل محاولات الخروج صارت تنويعات على لحن الوحدة

محاولة أخرى ضد الشرنقة وجدارها، ضد المحارة وصلابق عقلي
تباً لي أؤمن بكلية الإنسان وتنشطر ذراتي لتتكرر هيروشيما كل يوم

معكم الآن تسرب نووي صغير على أنغام القداس الجليل لبيتهوفن الجزء الخامس
يا سيدي لا تبكي على حمل الله الذي قام ولكن لتبكي على بنات أورشليم

شيء كتب من فترة قبل نهاية العام الماضي بفترة
لم يكتمل ولن يكتمل
لنلقيه فلم يعد لدينا شيئاً كبيراً لنخسره

لماذا كل هذه المقدمات لن يدخل الأمبراطور
ها هو

أفكار متداعية بائسة

أيها القاهرة، أيبحث المرء فيكي عما يضعه في فمه في الساعة الثانية عشر وخمس دقائق صباحاً، وهو يمتلك المال، فلا يجد سوى مُكَيَسات وعلب محفوظة، يا لك من مدينة ظالمة

لأنها صارت ثقيلة علىّ، ألقيت بها، ألقيت بجواهري للخنازير، صرت أضحوكة شباب المدينة، صرت أقف بكل جراءة وشجاعة هناك في وسط السوق، حيث يقوم النخاس بالإعلان عني، ولا أجد أي مشتري

طرحت بجميع أسواق مدينة القاهرة الأخطبوط، أول ما نزلت كنت هناك في العباسية، حتى يراني كل من يعبر بذلك الميدان، وبدأت تعليقات الزبائن: يبدو إنه لن يكون ملتزماً بتلميع كل الأحذية، يبدو إنه كسول، كان على الأقل نظف حذاؤه
ليلتها جلست في المخزن، مع بقية العبيد، وقلت في ذاتي إن تنظيف حذائي ليس بتلك الأهمية، إنهم لا يفهمون

ثم ذهبوا بي إلى الشرابية، حيث عرضت على الأطفال هناك، فقرروا أن يلعبوا معي، فوافقت على الفور، كنت أرى إن ذلك قد يجدي نفعاً ويجعلهم يشتروني فأقضي الليالي بعيداً عن برد المخزن. وبدأت اللعبة، كنت أقوم بدور القرد، يلقوا الفول السوداني وأنا أقفز وأكله، وأهرش كالقرد ليضحكوا، كان ذلك ممتعاً وإن كان السوداني أكثر من قدرتي المحدودة على الهضم، وكان الأطفال يضحكون. لكن عندما جاء أهلهم –وهم من يملكون المال وقرار الشراء- أنتهروهم وأبعدوهم وأعلنوا بشكل صريح إنهم يريدون عبداً لا قرداً
وفي المخزن بكيت قليلاً وقررت ألا أصبح ثانياً قرداً أبداً، لم أكن أعلم إنني سوف أكون ما هو أسوأ

لأنني أعرف القرائة والكتابة أخذني االنخاس في اليوم التالي إلى ملتقى المثقفين، ربما يشتريني أحدهم لنسخ أوراقه أوتنظيم مكتبته، وأوقفني

..................

مجمع تجاري بمدينة نصر


0 Comments:

Post a Comment

<< Home