أفكار متداعية
يمكنك أن تنكر وجود الله لكنك لا يستطيع أن تقول أن الكون ليس له معنى لأنه حتى بالحسابات العلمية احتمالية ظهور الحياة ضعيفة جداً، ناهيك من أن تطورها بهذا الشكل المعقد حتى بلوغها القمة في الإنسان هي احتمالية شبه مستحيلة لو كان الكون والحياة مصادفة. دعك من التساؤل عن مصدر الأخلاق لأن ذلك موضوع آخر حتى وإن أتصل كثيراً بموضوعنا
للكون معنى، سمه ما تشاء، العقل الأسمى(مثل هيجل)، الله(مثل ديانات الوحي)، المحرك الأول والعلة الأولى(مثل أرسطو)، غاية المادة في ذاتها(تصبح بذلك في تناقض لأنك تفترض أن المادة الغاشمة لها عقل يضع المعنى، أظن أسبينوزا وقع في ذلك)
للكون غاية، للحياة معنى، ولكن هل لحياتي معنى
أين المعنى حين أتحول إلى رقم في الجريدة، سقوط سبعة قتلى، أنا منهم، ما الفرق بالنسبة لك إن أصبح الرقم أكثر أو أقل، ما الفرق بيني (أنا الموضوعي إلى أقصى حد) وبين الكمبيوتر، ماذا إن هلكت، نعي في الجريدة، شهادة في السجل المدني، حزن في المنزل، راحة في نفوس الأعداء، مزيد من الوحدة في نفوس الأصدقاء، مكان خالي بالمقهى، أسم يخبو في ذاكرة الجميع
أصبح إختفاء إنسان كفقدان ضرس، مجرد فراغ مقلق إلى حين عند البعض، وهو قلق لا يدركه إلا من يعاني منه حتى وإن كان واقفاً في ساعة الذروة بمترو الأنفاق.
الأنفاق تذكرني بكلمة نفق، التي تطلق على موت الحيوانات، أظن إنه من الأنسب أن نضعها في الجرائد حينما نتحدث عن البشر، لا تغضبوا مني، فما الفرق بالنسبة لك بين موت خمسين طفل في سييرا ليون وبين موت مثلهم من البقر بمرض ما، ما الفرق سوى أنه في الحالة الثانية ربما سترتفع أسعار اللحوم
أرفض وجود واقع مغاير في العالم الآخر، فلن أقفز القفزة السحرية من عالم اللامعنى إلى العالم الحقيقي الأفلاطوني، أو العلاقة اللامحدودة الصوفية، أو حتى الملكوت المسيحي لأنه لم يعد بيننا، فكيف لي أن أرى ملائكة الله صاعدين نازلين فوق ابن الإنسان في الوقت الذي ربحت فيه المنطق الكامل فضاع مني النقص الذي يجعل مني إنسان
لا أرفض وجود المعنى، ولكنني أتكلم عما أعيشه، حين يصبح العبث أقوى من معنى محاولات إيجاد المعنى
ملحوظة: المعلومات والتعبيرات الفلسفية المذكورة قد تكون غير دقيقة، لكن هل هذا يشكل فارقاً مع أحد
لماذا أتكلم، لا أنا حاسس ولا حد فاهم ولا يحزنون
للكون معنى، سمه ما تشاء، العقل الأسمى(مثل هيجل)، الله(مثل ديانات الوحي)، المحرك الأول والعلة الأولى(مثل أرسطو)، غاية المادة في ذاتها(تصبح بذلك في تناقض لأنك تفترض أن المادة الغاشمة لها عقل يضع المعنى، أظن أسبينوزا وقع في ذلك)
للكون غاية، للحياة معنى، ولكن هل لحياتي معنى
أين المعنى حين أتحول إلى رقم في الجريدة، سقوط سبعة قتلى، أنا منهم، ما الفرق بالنسبة لك إن أصبح الرقم أكثر أو أقل، ما الفرق بيني (أنا الموضوعي إلى أقصى حد) وبين الكمبيوتر، ماذا إن هلكت، نعي في الجريدة، شهادة في السجل المدني، حزن في المنزل، راحة في نفوس الأعداء، مزيد من الوحدة في نفوس الأصدقاء، مكان خالي بالمقهى، أسم يخبو في ذاكرة الجميع
أصبح إختفاء إنسان كفقدان ضرس، مجرد فراغ مقلق إلى حين عند البعض، وهو قلق لا يدركه إلا من يعاني منه حتى وإن كان واقفاً في ساعة الذروة بمترو الأنفاق.
الأنفاق تذكرني بكلمة نفق، التي تطلق على موت الحيوانات، أظن إنه من الأنسب أن نضعها في الجرائد حينما نتحدث عن البشر، لا تغضبوا مني، فما الفرق بالنسبة لك بين موت خمسين طفل في سييرا ليون وبين موت مثلهم من البقر بمرض ما، ما الفرق سوى أنه في الحالة الثانية ربما سترتفع أسعار اللحوم
أرفض وجود واقع مغاير في العالم الآخر، فلن أقفز القفزة السحرية من عالم اللامعنى إلى العالم الحقيقي الأفلاطوني، أو العلاقة اللامحدودة الصوفية، أو حتى الملكوت المسيحي لأنه لم يعد بيننا، فكيف لي أن أرى ملائكة الله صاعدين نازلين فوق ابن الإنسان في الوقت الذي ربحت فيه المنطق الكامل فضاع مني النقص الذي يجعل مني إنسان
لا أرفض وجود المعنى، ولكنني أتكلم عما أعيشه، حين يصبح العبث أقوى من معنى محاولات إيجاد المعنى
ملحوظة: المعلومات والتعبيرات الفلسفية المذكورة قد تكون غير دقيقة، لكن هل هذا يشكل فارقاً مع أحد
لماذا أتكلم، لا أنا حاسس ولا حد فاهم ولا يحزنون
5 Comments:
Welcome To My World
لماذا أتكلم، لا أنا حاسس ولا حد فاهم ولا يحزنون
تتكلم حتى تقتنع فى ساعة موتك أنك حاولت جاهداً أن تصنع عالم مختلفاً
أو توضح لغيرك ما أردت ان تقوله
أو لأننا لا نجيد شيئاً أخر سوى الكلام ....
بالعكس يا أخي الفاضل
أيها الإنسان الأول القديم
نعم ما كتبت . و يبدو أنك إنسان مثقف قل ما وجدت بين العرب من يعي ما يقول مثلك
فهناك الكثيرون ممن لا يعيرون أهمية للحياة سوى الأكل و الشرب و النوم (( كالبهيمة المربوطة همها علفها)) و لكنك أنت تعرف معنى الحياة .. يبقى أن تعرف : لماذا وجدنا ؟ و لم هذا النظام الذي إن تغير قيد أنملة لساخت الأرض بأهلها و انفجرت السموات بما فيها ؟ و لا أظنك بعيدا عن هذا البحث الأبدي
إن لي في هذه المجموعة عنوانا باسم " محط القلم " ليتك كنت تأتي الى صفحتي المتواضعة التي فتحتها منذ يومين
و لعلنا التقينا في بعض الأهداف و القيم
This comment has been removed by a blog administrator.
يا للعجب العجيب العجاب، طرحت جميع أفكاري فلم يعبأ إلا القليلون وحين تكلمت عما يؤلم، وإن كان بأسلوب القيء الفكري، تهافت القوم
شكراً يا سيد قلم على مشاركتك، أوافقك على وصفك الشعوب المتحدثة بالعربية بالماشية، ولكنني أظنها أيضاً ظاهرة عالمية
عموماً شكراً لكني لا أظن إنك فهمتني تماماً، خاصة بعد ما نظرت في محط القلم، فأنت ومع إحترامي ترى النظام المثالي قائم، الذي لو تغير ل"تلعبكت" الدنيا أما أنا فأراها ملعبكة أساساً، فمن الحروب للتلوث والاحتباس الحراري إلى النهم الإستهلاكي (مثل البقرة) بين الناس إلى العلاقات المادية أو الالية بين الناس، علاقات أنا هو وليس أنا أنت
يا سيدي إنك ترى الخالق الذي ينظم كل شييء، أما أنا فأتفهم رأي الملحدين وأتعب أرجلي في ركل أسفلت أرض الواقع، فعندما أعود إلى التفكير في الخالق أنظر على الفور على الإنسان خليفته الذي يهز الأرض من تحتنا حتى نقع بالداخل
شكراً أيها الجديد، نعم، بإختلافنا ولكن المشكلة حين تعتبر الأخر "أنت" إنسان متميز مختلف يجدر بنا لقاؤه، فتفاجىء بأنه يعتبرك "هو" أي مجرد جماد أو رقم
الإنسان علاقة يا جديد، والعلاقة إنطلاق نحو الآخر، فهي مغامرة، في كل علاقة هناك خطر ألا تقبل، وأنت لا توجد سوى في العلاقة، فالمغامرة بوجودك ذاته، ومن هنا يصبح تساؤل هاملت عن الوجود جزء كبير من إجابته ليس في يده، مما يفتح لنا باب جبرنا وحريتنا في أن نكون موجودين أصلاً ولكن هذا حديث آخر
على فكرة، ليست الصرخة من كثرة الأرقام فقط
فكرة ان الانسان هو علاقة فكرة تستحق التأمل.. فحتى الاشياء عندما نستعملها نكون فى علاقة معها.. فندما امسك بالقلم فانه يكون جزء من حياتى اتفاعل معه و يتفاعل معى لنقوم بشئ جديد معا..
واعتقد ان العلاقات فعلا اى كانت هى مخاطرة.. لكن اذا تخوفت فى كل مرة امسك بها القلم ان يسقط من يدى فلن امسكه.. المخاطرة جزء من الحياة.. ان اردت الحياة فيجب ان تكون مستعد لألمها قبل سعادتها ومستعد للمخاطرة قبل اى شئ.
Post a Comment
<< Home