Monday, July 26, 2004

السبب في الظلمة الحالية

ملحوظة: يفضل أثناء قراءتها الاستماع لموسيقى مقدمة فيلم "الأب الروحي –GodFather" لنينو روتا لكن ذلك ليس شرطاَ

منذ فترة، وكل يوم في الرابعة والنصف فجراً، يستيقظ في كوخه في الصحراء الغربية، يتذكر عندما أجبروه على بيع عينيه ليشتروا ملابس العيد وتيل فرامل جديد للسيارة، يخرج بالترمبيت ويعزف لحنه البطيء الممل الذي يخيف البدو والذي بعبثيته يجمع الصقور والبوم مع الخفافيش في تشكيلة غريبة مع طيور جديدة لم يعرف لها أسم بعد.

يعطيهم حساء الضباع الذي أعده ليلاً مع اللحوم الفاسدة التي سلبها من المخازن في القاهرة، ويظل يتذكر كيف كان يبحث عن الحي بين الأموات، ثم صار يبحث عن الموت بين الأحياء، قبل أن يحترف الغناء، ثم يعمل بالبغاء، إلى أن أصبح مصاص دماء.

وحين يغوص في بحر ذكراه ويبدأ ضوء الشمس الزاحف في تدفئة الملابس حول جسمه يهب واقفاَ ويشير لكل القطيع باتجاه المدينة، فتذهب لتفقأ أعيننا في سرعة مدهشة، دون أن ندري أحياناً، يذهب القطيع لكل المناطق حتى مترو الأنفاق في تغطية ممتازة، ويأخذ العيون جميعاَ، وربما هذا هو سبب الظلام الذي نعيش فيه منذ فترة.