Monday, October 18, 2004

ريكارد قلب الأسد

إلا انه فيما بين اعماله هذه الناجحة قد كان افتكاره (...) يجمع في مخيلته غيوماً من الكدر والغم وهذه سببت له باطناً مخاوف واسعة واستولت على روحه محذروات سودا ثم ان روسا الجيوش الصليبية قد صمموا الإعتماد الراهن الجهبزي على انهم ما عادوا يرجعون اصلاً إلى الورا عن مداومة معاطاتهم الحرب (...) فهذا الإعتماد عرف عند المعسكر جميعه وجلب لهم كافةً فرحاً فايق الوصف عاماً ولكن حينما اجواق الصليبيين كانت تعلن دلايل المسرة بواسطة التراتيل والولايم واعياد البهجة فالسلطان ريكارد وحده كان يوجد كايباً في حال افتكارات عجيبة وعميقة وتاملات موضوعات مضاد بعضها بعض وبالتالي لم يكن هو مشتركاً مع الفرح العمومي

المجلد الأول من تاريخ الحروب المقدسة في المشرق المدعوة حرب الصليب
تأليف: مكسيموس مونروند
استخرجه من اصله الفرنساوي الى اللغة العربية: كيريو كيريو مكسيموس مظلوم

Friday, October 15, 2004

مخاوف

أمشي على الشاطيء ليلاً… البحر هنا مختلف، على عكس العادة، لا يوجد به صراعات داخلية أو تيارات متعارضة، هو فقط ينساب ويتجه للأمام، في إتجاهي، يزمجر نحوي كأنه قطيع مربوط من الكلاب المسعورة.
أكره شكله، أنظر نحو المدينة المنيرة من بعيد، فأراها جاثمة مثل وحش نائم ينتظر الصباح حتى يأكل فريسة جديدة، أنظر تحت رجلي فأجد ثقوب في الرمال تخرج منها الكابوريا وتدخل، الكابوريا تعضني في رجلي، دائماً تأتي، دون مقدمات وأحياناً بمقدمات، لكنها دائماً واثقة من ذاتها، تعلم ما تريد، وتعلم أنها ستحققه.

أجري إلى المدينة، أجدها شبه خالية، لا يوجد سوى مجنون أسود بائس قديم، يجلس وحيداً ويرفض أن يتكلم، أمشي قليلاً فأجد جماعة من شباب المدينة جالسين.
لم يتركوا جرح من أثر الكابوريا إلا وأشبعوه سخرية.

هربت منهم إلى البحر، ثم إلى المدينة هرباً من الكابوريا، طوال ست سنوات و أنا أسعى بين الضفتين ولم يحدث تغيير سوى إنني رأيت على الشاطىء حبيبان يقبلان بعضهم دون أن يدركوا وجودي، وحين شعروا بي إنزعجوا.
قلت لهم: "لا تنزعجوا، فأنا مجرد أبله آخر، واسألوا كل شباب المدينة"0

وأكملت طوافي بين البحر والمدينة، وذات ليلة رأيت قبيح الوجه يقول بصوت ضاحك: ستظل دائماً هكذا