Monday, December 26, 2005

كأغصان تنحني من الذبول ينقضي العام

كأغصان تنحني من الذبول ينقضي العام
بل ينقضي العمر
وتخزن الأيام في الذاكرة
وتحفظ في صور في الأدراج أو في ملف على الكمبيوتر
ختام العام هو يوم كأي يوم
لكنه يذكرنا بالزمن الذي ينقضي وينحل
ذكريات لعصر ذهبي أو لأيام لم نكن فيها تعساء
أو كنا فيها نبتسم رغم الألم (الآن لا نبتسم إلا أمام الأطفال أحياناً) أو لم نكن بعد تعلمنا العبوس


كغصن يميل من ثقل الثمار ينقضي العام
مثله أحمل تراثي وتراث أجدادي
مثله أحمل كل مخاوفي، التي أعيها والتي ليست على بالي
مثله اتساقط، ينساني التاريخ مع أجدادي
مثله تدوسني الأقدام حتى يحيطني الطين والروث
وحينها، وحينها فقط سأقوم مثل الشجرة الجديدة، وأحارب كل أعدائي

لذلك أنام في قبري يومياً ولا أخاف

أُدفن من إثنى عشر لأربع عشر ساعة

أُدفن من إثنى عشر لأربع عشر ساعة
وأحلم
أركب قطار ذاهب لرأس البر مع كل العائلة، أنزل في المنتصف لأشتري شيئاً مع بعضهم
نتحدث عن الأخوان المسلمين وأركب القطار وأتركهم هناك ليفرح أقاربي الآخرين في القطار

يخترق القطار محطة سيدي بشر
ليست المحطة الحالية وإنما محطة متخيلة حلمت بها في حلم آخر
كل شيء في هذه المحطة يتحول لأبيض وأسود كأنك في فيلم أجنبي من الأربعينات
المحطة أقل من مستوى الشارع، ضخمة، تراها من فوق
وحدك تماماً في كل المحطة تنزل سلمها الطويل جداً
يحيطك صمت لا تحتمل دويه

يخترق القطار المحطة سريعاً

نصل للبيت على الشاطيء، لم يعد معي أقاربي بل أشخاص آخرين أعرفهم
ليس على الشاطيء وإنما...تخيلوا معي
الشاطيء على ساحل ضيق، خلفه طريق أسفلت وراؤه جبل صخري كبير
الطريق ينقسم طريقين، الأول يصعد بإستدارة للجبل حيث يعبر أمام البيت الأوروبي القديم من الداخل المحفور في الصخور حيث نقيم
القسم الثاني من الطريق يسير مع الساحل ليدور مكملاً نصف دائرة أو أكبر ليججعل من ساحلنا خليج، ونرى أمامنا ونحن في البيت أو على الساحل الضفة الأخرى حيث جبل آخر فوقه عدة بيوت جميلة الشكل
هذا كله في رأس البر وكل هذه التفاصيل في حلم

نزلوا للشاطيء وبقيت كعادتي ومعي بعض عواجيز الفرح وكان بعضهم يصعد ثم ينزل لأنه نسى شيئاً
شعرت بالملل ونويت النزول لهم، وبعد عدة أمتار وجدت ذلك الخروف من بعيد ينزل من صخور الجبل على الطريق في إتجاهي، في إتجاه البيت

كان طويل، خروف بحجم الحصان ويحتفظ بنفس عرض الخورف
وجهه ككلب وولف لكن دون أسنان كلب
عينه مقلوعة والعين الأخرى مثبت فوقها زجاجة سوداء كنظارة شمس فردة واحدة
وبره مصاب بالجرب والأتربة حتى يكاد أن يوصف بالأسود
قرونه واقفة كالثور البري

لم أتردد، أخذت صخرة كانت عريضة ومستوية تشبه هيكل الكتاب
رميتها لأعلى بإتجاهه، كنت أبغي إخافته، كنت فقط أبغي إبعاده
لم أكن أعلم إنني بارع في التصويب لهذه الدرجة
جائت على رأسه فصرخ بصوته الخشن بصرخة تجمع صوت الجاموسة مع صهيل حصان غليض الصوت
نظر لي من وراء النظارة وهو يتحرك يميناً ويساراً وخبط قدمع الأمامية في الأرض كالثور قبل الهجوم
جريت إلى عواجيز الفرح لأدخلهم سريعاً
دخلنا ووقفت أمام الباب الموارب أترقب ظهور الخروف لاغلقه
وكان ورائي كل الناس ولست أعلم من أين جائوا

مقاطعة
هل كليتي كانت في العباسية أم إن فيها تجد العبثية

وأحلم أيضاً

فيلم أمريكي، وأنا بطله
صراصير متوحشة تجتاح المدينة.... لكن مهلاً، كعادة الأفلام الأمريكية تبدأ الكارثة بطيئة ولا يلتفت إليها المسئولين
أنا راكب المترو وواقف، نفس تصميم المترو بمصر، على المقعد الصغير الأزرق آخر العربة تجلس فتاه جميلة تلبس نظارة توحي بذكاء وطقم جينز وتمسك مفكرة تسندها على حقيبة الظهر التي تسندها على ركبتيها
يخرج صرصار ثم أخرين من حقيبتها يحاولون إلتهامها فتدهسهم
لكن ينتابني الزعر، هذا المترو مليء بهذه الكائنات
أنزل في المحطة التالية (أحمد عرابي) حتى أستقل المترو القادم
أستدير لأقول لها
U better Kill this shit before it eats u
أو بالأصح
yo beta kel the she befo it eats ya
أي: أحسنلك تموتي الخرا ده قبل ما يأكلك – ألسنا في فيلم أمريكي
تبتسم لي ابتسامة مستعد لأن أنقص من عمري أعواماً لأراها من جديد

يسير المترو وأنا أنظر للركاب
متنوعين هم في الداخل، كل عربة فيها من ينوح أو يبكي أو يصرخ من الفزع
يمر المترو وأستدير لأجدها واقفة هناك، تنظر لي وتبتسم بلا داعي

Tuesday, December 13, 2005

لسة ممكن نرقص في الشوارع

الاخوان في البرلمان لكن لسة ممكن نرقص في الشوارع
يموت الزمار وصوابعه تلعب
أنا ميت لكن جسمي أصبح سماد للنجيلة حول القبر والعيال بتلعب عليها كورة شراب
شربنا من الشاي ما يكفي حتى نسهر طوال العام نحتفل
سنحتفل اليوم بموت الكائن الجديد وقبيح الوجه، سنحتفل قبل موتهم
سنحتفل بمجيء الشمس منذ أن تغرب حتى تسطع ثانية ولو بعد أجيال
ليتني كنت خفاشاً أغرد للشمس في المساء
فطوبى لمن أمن ولم يرى

Sunday, December 11, 2005

أخاف من القفز في المياه

أخاف من القفز في المياه
أخاطر بألا أخاطر، وهذه أكبر مخاطرة
أعلم إنني إن لم أقفز فستحرق الشمس جسدي
لكن ما أدراني، ماذا ينتظرني في المياه؟
أباردة هي أم محتملة

إلى متى سأظل أتابع المعارك دون الانخراط فيها؟

أريد عزف مقطوعتي (برغم رداءتها) أكثر من كل إنتاج بيتهوفن
لكن هل سأتمكن من العزف، وهل أختار ذلك البيانو أم ذلك الهارب أم آلة أخرى

قال لي "أنت العازف العظيم، أملأ الدنيا بالأصوات"
لكنني عزفت عن الكلام، عن الضحك بل وعن الطعام أيضاً

وظلت الدنيا غارقة في الصمت، كأنها لم تخلق بعد
ظلت تنتظرني وتنظر لي، فذهبت خارجاً إلى مركز لتعليم العزف

في الطريق دخلت مطعم، قرأت القائمة فلم أشبع
سرقت الفتات من موائد السادة لكنني لم أشبع
وعذر الجاهل لا يبررني
فبمن أشبه هذا الجيل؟ يشبه أولاداً قاعدين في الساحات يصيحون بأصحابهم: زمرنا لكم فلم ترقصوا، ندبنا لكم فلم تضربوا صدوركم
إنجيل متى الإصحاح الحادي عشر الآيات السادسة عشر والسابعة عشر